بسم الله الرحمن الرّحيم
٨٧ ـ سورة الأعلى
هذه السورة وردت تسميتها في السنة سورة : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) ففي «الصحيحين» عن جابر بن عبد الله قال : «قام معاذ فصلى العشاء الآخرة فطوّل فشكاه بعض من صلّى خلفه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أفتّان أنت يا معاذ أين كنت عن سبح اسم ربك الأعلى والضّحى» ا ه.
وفي «صحيح البخاري» عن البراء بن عازب قال : «ما جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى» في سور مثلها.
وروى الترمذي عن النعمان بن بشير : «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقرأ في العيد ويوم الجمعة سبّح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية».
وسمتها عائشة «سبّح». روى أبو داود والترمذي عنها : «كان النبي صلىاللهعليهوسلم يقرأ في الوتر في الركعة الأولى سبّح» الحديث. فهذا ظاهر في أنها أرادت التسمية لأنها لم تأتي بالجملة القرآنية كاملة ، وكذلك سماها البيضاوي وابن كثير. لأنها اختصت بالافتتاح بكلمة «سبح» بصيغة الأمر.
وسماها أكثر المفسرين وكتّاب المصاحف «سورة الأعلى» لوقوع صفة الأعلى فيها دون غيرها.
وهي مكية في قول الجمهور وحديث البراء بن عازب الذي ذكرناه آنفا يدل عليه ، وعن ابن عمر وابن عباس أن قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) [الأعلى : ١٤ ـ ١٥] نزل في صلاة العيد وصدقة الفطر ، أي فهما مدنيتان فتكون السورة بعضها مكي وبعضها مدني.