وهو وعد واسع الشمول لما أعطيه النبي صلىاللهعليهوسلم من النصر والظفر بأعدائه يوم بدر ويوم فتح مكة ، ودخول الناس في الدين أفواجا وما فتح على الخلفاء الراشدين ومن بعدهم من أقطار الأرض شرقا وغربا.
واعلم أن اللام في (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ) [الضحى : ٤] وفي (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ) جزم صاحب «الكشاف» بأنه لام الابتداء وقدر مبتدأ محذوفا. والتقدير : ولأنت سوف يعطيك ربك. وقال : إن لام القسم لا تدخل على المضارع إلا مع نون التوكيد وحيث تعين أن اللام لام الابتداء ولام الابتداء لا تدخل إلا على جملة من مبتدأ وخبر تعين تقدير المبتدأ. واختار ابن الحاجب أن اللام في (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ) لام التوكيد (يعني لام جواب القسم). ووافقه ابن هشام في «مغني اللبيب» وأشعر كلامه أن وجود حرف التنفيس مانع من لحاق نون التوكيد ولذلك تجب اللام في الجملة. وأقول في كون وجود حرف التنفيس يوجب كون اللّام لام جواب قسم محلّ نظر.
[٦ ـ ٨] (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (٧) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (٨))
استئناف مسوق مساق الدليل على تحقق الوعد ، أي هو وعد جار على سنن ما سبق من عناية الله بك من مبدإ نشأتك ولطفه في الشدائد باطراد بحيث لا يحتمل أن يكون ذلك من قبيل الصدف لأن شأن الصدف أن لا تتكرر فقد علم أن اطراد ذلك مراد لله تعالى.
والمقصود من هذا إيقاع اليقين في قلوب المشركين بأن ما وعده الله به محقق الوقوع قياسا على ما ذكره به من ملازمة لطفه به فيما مضى وهم لا يجهلون ذلك عسى أن يقلعوا عن العناد ويسرعوا إلى الإيمان وإلا فإن ذلك مساءة تبقى في نفوسهم وأشباح رعب تخالج خواطرهم. ويحصل مع هذا المقصود امتنان على النبي صلىاللهعليهوسلم وتقوية لاطمئنان نفسه بوعد الله تعالى إياه.
والاستفهام تقريري ، وفعل (يَجِدْكَ) مضارع وجد بمعنى ألفى وصادف ، وهو الذي يتعدى إلى مفعول واحد ومفعوله ضمير المخاطب. و (يَتِيماً) حال ، وكذلك (ضَالًّا) و (عائِلاً) والكلام تمثيل لحالة تيسير المنافع للذي تعسرت عليه بحالة من وجد شخصا في شدة يتطلع إلى من يعينه أو يغيثه.
واليتيم : الصبي الذي مات أبوه وقد كان أبو النبي صلىاللهعليهوسلم توفي وهو جنين أو في أول