مخرج الغالب في التخاطب لأن المرأة كانت بمعزل عن المشاركة في شئون ما كان خارج البيت.
والمراد : ينظر الإنسان من ذكر أو أنثى ، ما قدمت يداه ، وهذا يعلم من استقراء الشريعة الدال على عموم التكاليف للرجال والنساء إلا ما خص منها بأحد الصنفين لأن الرجل هو المستحضر في أذهان المتخاطبين عند التخاطب.
وتعريف (الْمَرْءُ) للاستغراق مثل (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) [العصر : ٢ ـ ٣].
وفعل (يَنْظُرُ) يجوز أن يكون من نظر العين أي البصر ، والمعنى : يوم يرى المرء ما قدمته يداه. ومعنى نظر المرء ما قدمت يداه : حصول جزاء عمله له ، فعبر عنه بالنظر لأن الجزاء لا يخلو من أن يكون مرئيا لصاحبه من خير أو شر ، فإطلاق النظر هنا على الوجدان على وجه المجاز المرسل بعلاقة الإطلاق ونظيره قوله تعالى : (لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ) [الزلزلة : ٦] ، وقد جاءت الحقيقة في قوله تعالى : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً) [آل عمران : ٣٠] الآية ، و (ما) موصولة صلتها جملة (قَدَّمَتْ يَداهُ)
ويجوز أن يكون من نظر الفكر ، وأصله مجاز شاع حتى لحق بالمعاني الحقيقة كما يقال: هو بخير النظرين. ومنه التنظّر : توقع الشيء ، أي يوم يترقب ويتأمل ما قدمت يداه ، وتكون (ما) على هذا الوجه استفهامية وفعل (يَنْظُرُ) معلقا عن العمل بسبب الاستفهام ، والمعنى : ينظر المرء جواب من يسأل : ما قدمت يداه؟
ويجوز أن يكون من الانتظار كقوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ) [الأعراف : ٥٣].
وتعريف (الْمَرْءُ) تعريف الجنس المفيد للاستغراق.
والتقديم : تسبيق الشيء والابتداء به.
و (ما قَدَّمَتْ يَداهُ) هو ما أسلفه من الأعمال في الدنيا من خير أو شر فلا يختص بما عمله من السيئات فقد قال تعالى : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ) [آل عمران : ٣٠] الآية.
وقوله : (ما قَدَّمَتْ يَداهُ) إما مجاز مرسل بإطلاق اليدين على جميع آلات الأعمال وإما أن يكون بطريقة التمثيل بتشبيه هيئة العامل لأعماله المختلفة بهيئة الصانع للمصنوعات