وإبطال أن يكون المولود إلها مثل عيسى عليهالسلام.
والأحاديث في فضائلها كثيرة وقد صح أنها تعدل ثلث القرآن. وتأويل هذا الحديث مذكور في شرح «الموطأ» و «الصحيحين».
(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١))
افتتاح هذه السورة بالأمر بالقول لإظهار العناية بما بعد فعل القول كما علمت ذلك عند قوله تعالى : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) [الكافرون : ١]
ولذلك الأمر في هذه السورة فائدة أخرى ، وهي أنها نزلت على سبب قول المشركين: انسب لنا ربك ، فكانت جوابا عن سؤالهم فلذلك قيل له : (قُلْ) كما قال تعالى : (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) [الإسراء : ٨٥] فكان للأمر بفعل (قُلْ) فائدتان.
وضمير (هُوَ) ضمير الشأن لإفادة الاهتمام بالجملة التي بعده ، وإذا سمعه الذين سألوا تطلعوا إلى ما بعده.
ويجوز أن يكون (هُوَ) أيضا عائدا إلى الرب في سؤال المشركين حين قالوا : انسب لنا ربك.
ومن العلماء من عدّ ضمير (هُوَ) في هذه السورة اسما من أسماء الله تعالى وهي طريقة صوفية درج عليها فخر الدين الرازي في «شرح الأسماء الحسنى» نقله ابن عرفة عنه في «تفسيره» وذكر الفخر ذلك في «مفاتيح الغيب» ولا بد من المزج بين كلاميه.
وحاصلهما قوله : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فيه ثلاثة أسماء لله تعالى تنبيها على ثلاثة مقامات.
الأول : مقام السابقين المقربين الناظرين إلى حقائق الأشياء من حيث هي هي ، فلا جرم ما رأوا موجودا سوى الله لأنه هو الذي لأجله يجب وجوده فما سوى الله عندهم معدوم ، فقوله : (هُوَ) إشارة مطلقة. ولما كان المشار إليه معينا انصرف ذلك المطلق إلى ذلك المعين فكان قوله : (هُوَ) إشارة من هؤلاء المقربين إلى الله فلم يفتقروا في تلك الإشارة إلى مميز فكانت لفظة (هُوَ) كافية في حصول العرفان التام لهؤلاء.
المقام الثاني : مقام أصحاب اليمين المقتصدين فهم شاهدوا الحق موجودا وشاهدوا الممكنات موجودة فحصلت كثرة في الموجودات فلم تكن لفظة (هُوَ) تامة الإفادة في