إلى الحافرة ، جاريا مجرى المثل.
ومنه قول الشاعر وهو عمران بن حطّان حسبما ظن ابن السيّد البطليوسي في شرح «أدب الكتاب» :
أحافرة على صلع وشيب |
|
معاذ الله من سفه وعار |
ومن الأمثال قولهم : «النقد عند الحافرة» ، أي إعطاء سبق الرهان للسابق عند وصوله إلى الأمد المعين للرّهان. يريد : أرجوعا إلى الحافرة.
وظرف (إذا) في قوله : (إِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً) هو مناط التعجب وادعاء الاستحالة ، أي إذا صرنا عظاما بالية فكيف نرجع أحياء.
و (إِذا) متعلق ب (مردودون).
و (نَخِرَةً) صفة مشتقة من قولهم : نخر العظم ، إذا بلي فصار فارغ الوسط كالقصبة.
وتأنيث (نَخِرَةً) لأن موصوفه جمع تكسير ، فوصفه يجري على التأنيث في الاستعمال.
هي همزة (إذا). وقرأ بقية العشرة (أَإِذا) بهمزتين إحداهما مفتوحة همزة الاستفهام والثانية مكسورة هي همزة (إذا).
وهذا الاستفهام إنكاري مؤكد للاستفهام الأول للدلالة على أن هذه الحالة جديرة بزيادة إنكار الإرجاع إلى الحياة بعد الموت ، فهما إنكاران لإظهار شدة إحالته.
وقرأ الجمهور (نَخِرَةً) بدون ألف بعد النون. وقرأه حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم ورويس عن يعقوب وخلف ناخرة بالألف.
(قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (١٢))
(قالُوا) بدل اشتمال من جملة (يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) [النازعات : ١٠].
وأعيد فعل القول لمقاصد منها الدلالة على أن قولهم هذا في غرض آخر غير القول الأول فالقول الأول قصدهم منه الإنكار والإبطال ، والقول الثاني قصدوا منه الاستهزاء والتورك لأنهم لا يؤمنون بتلك الكرة فوصفهم إيّاها ب (خاسِرَةٌ) من باب الفرض والتقدير ، أي لو حصلت كرّة لكانت خاسرة ومنها دفع توهم أن تكون جملة (تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ