الفصل الثاني
في مفهوم الوصف
وقع الكلام في أن أخذ الوصف في موضوع الحكم هل يدل على إناطته به وانتفائه بانتفائه ، أو لا ، بل على مجرد ثبوته في ظرف ثبوته.
وكلامهم في تحديد محل النزاع لا يخلو عن اضطراب ، حيث وقع الكلام ..
تارة : في اختصاصه بالوصف المعتمد على الموصوف ، أو عمومه لغير المعتمد مما اخذ بنفسه في موضوع الحكم لا قيدا في موضوعه.
واخرى : في أن المفهوم المتنازع فيه انتفاء الحكم عن غير مورد الوصف من خصوص أفراد الذات المقيدة به ، أو مطلقا ولو من غيرها ، فلو قيل : احب العسل الحلو ، وتجب في الغنم السائمة الزكاة ، كان الظاهر عدم محبوبية كل غير حلو ولو من الرمان ، وعدم وجوب الزكاة في كل غير سائم ولو من الإبل.
وقد حاول غير واحد تخصيص النزاع في الموردين لبعض الوجوه الصالحة في الحقيقة لبيان ضعف عموم القول بالمفهوم ، لا لبيان قصور مورد النزاع ، بل لا وجه له بعد ظهور عمومه من ذهاب بعضهم لعموم ثبوت المفهوم أو عموم بعض استدلالاتهم عليه.
بل يتعيّن تعميم محل النزاع ، والنظر في حال كل دليل بنفسه من حيثية