أحكام الصيام
(وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (١٨٦) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٨٧))
الإعراب :
(أُجِيبُ) إما صفة لقريب ، أو خبر بعد خبر ، وروعي الضمير في (فَإِنِّي).
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ) ليلة : منصوب على الظرف ب أحل.
(وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ) جملة اسمية في موضع نصب على الحال من ضمير (تُبَاشِرُوهُنَ).
البلاغة :
(الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) كناية عن الجماع ، وعدّي بإلى لتضمنه معنى الإفضاء.
(هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ) : استعارة ، شبّه كل واحد من الزوجين ، لاشتماله على صاحبه في الاقتراب والعناق والضم ، باللباس المشتمل على لابسه.
(الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) : استعارة ، يراد بها تشبيه بياض الصبح بالخيط الأبيض ، وسواد الليل بالخيط الأسود ، والخيطان مجاز ، والتشبيه بالخيطين ، لأنهما ضعيفان عند الطلوع. وقال الزمخشري : إنه تشبيه بليغ ، لأن قوله : (مِنَ الْفَجْرِ) أخرجه من باب الاستعارة ، كما أن قولك : «رأيت أسدا» مجاز ، فإذا زدت : «من فلان» رجع تشبيها. وقوله :