«اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي» وفي مسند أحمد وسنن الترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة ، وتفتح لها أبواب السماء ، ويقول : بعزتي لأنصرنك ، ولو بعد حين» (١).
هل الدعاء يفيد؟
زعم بعضهم أن الدعاء لا فائدة فيه ، لأن الأمر المدعو فيه إن كان في علم الله واقعا ، فهو لا بد واقع ، وإن لم يكن واقعا فهو غير واقع لا محالة. وقرر الجمهور أن الدعاء أهم مقامات العبودية ، لقوله تعالى : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر ٤٠ / ٦٠] فالله طلبه منا ، مما يدل على فضله ، وبين في آية أخرى أنه تعالى إذا لم يسأل غضب ، فقال : (فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا ، وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام ٦ / ٤٣].
وقال النّبي صلىاللهعليهوسلم : «الدعاء مخ العبادة» (٢) وقال أيضا : «الدعاء هو العبادة»(٣) وقرأ : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر ٤٠ / ٦٠] وقال أيضا : «الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ، ونور السموات والأرض» (٤).
وهناك أمور معلقة على شروط وأسباب في تقدير الله ، منها الدعاء. والدعاء عبادة ، لأنه معرفة ، إذ يتطلب أن يكون الداعي عارفا بربه تمام المعرفة ، وأنه القادر على كل شيء ، والقاهر فوق عباده.
__________________
(١) تفسير ابن كثير : ١ / ٢١٩
(٢) رواه الترمذي عن أنس ، لكنه ضعيف.
(٣) رواه أحمد وابن أبي شيبة ، والبخاري في الأدب وأصحاب السنن الأربع وابن حبان والحاكم عن النعمان بن بشير.
(٤) رواه أبو يعلى والحاكم عن علي ، وهو صحيح.