والمساكين ، والفقراء من باب أولى : وهم الذين لا دخل لهم أصلا ، بسبب الفقر ، أو لهم دخل لا يكفيهم بسبب المسكنة فيحتاجون إلى المساعدة. كما أن القضاء على ظاهرة الفقر من ركائز النهضة والتقدم ، لأن الحاجة قد تدفع بصاحبها إلى الانحراف والاجرام ، فيكون من مصلحة الجميع مؤازرتهم ومعاونتهم ، حتى يتقووا ، إذ أن قوة الأمة بقوة أفرادها ، وضعف الأمة بضعف أبنائها.
وابن السبيل : الذي انقطع في أثناء سفره أو طريقه عن الوصول إلى بلده ، تكون مساعدته ومواساته ضرورية حتى يستقر به المقام في وطنه. وسمي بذلك ، لأنه غريب ، حتى لكأنه لا أب له ولا أم إلا الطريق.
والسائلون : الذين يسألون الناس إمدادهم بالمال ، لشدة الحاجة. وأدب السؤال أن يكون من غير إلحاف ، وأن يكون بتعفف ، كما قال الله تعالى : (يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ) [البقرة ٢ / ٢٧٣] ولا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرّة سوي ، أي قادر على العمل كما جاء في الحديث الثابت. وعليه أن يبحث عن العمل الشريف ، وعلى الدولة أن توفر له عملا ، سواء أكان ذكرا أم أنثى.
وفي الرقاب : أي مساعدة الأرقاء على الحرية ، ومعاونة الأسرى على الفداء بالمال ، لأن الرق والأسر عبودية وذل ومصادرة للحرية ، والدين يتشوف إلى إعتاق الأنفس ، وإلى تحرير الناس ، وإلى التخلص من قيد الرق بمختلف الوسائل المادية ببذل المال ، والمعنوية بالجاه والوساطة والشفاعة الحسنة ، وإطلاق سراح الأسرى نتيجة الحرب بالتبادل أو بالفداء المالي.
ومن البر : إقامة الصلاة أي أداؤها على أقوم وجه بإتمام الأركان والشروط ، مع استحضار القلب والتفكير في معاني التلاوة والأذكار ، واستذكار عظمة الإله