متبعو المتشابه :
متبعو المتشابه إما أن يتبعوه طلبا للتشكيك في القرآن وإضلال العوامّ ، كما فعلته الزنادقة والقرامطة (١) الطاعنون في القرآن ؛ وإما أن يتبعوه طلبا لاعتقاد ظواهر المتشابه ، كما فعلته المجسّمة الذين جمعوا ما في الكتاب والسنة ، مما ظاهره الجسمية ، حتى اعتقدوا أن البارئ تعالى جسم مجسم ، وصورة مصوّرة ذات وجه وعين ويد وجنب ورجل وأصبع ، تعالى الله عن ذلك!
أو يتبعوه على جهة إبداء تأويلاتها وإيضاح معانيها.
أو يكثروا السؤال عنها.
فهذه أربعة أقسام : أما القسم الأول : فلا شك في كفرهم ، ويقتلون في رأي المالكية من غير استتابة ، وأما القسم الثاني : فالصحيح القول بتكفيرهم ، إذ لا فرق بينهم وبين عباد الأصنام ، وحكمهم كالمرتدين ، يستتابون ، فإن تابوا وإلا قتلوا.
وأما القسم الثالث : فاختلفوا في جواز تأويلها ، فمذهب السلف ترك التعرض لتأويلها مع قطعهم باستحالة ظواهرها ، ويؤمنون بها كما جاءت وهو الأولى. ومذهب آخرين : إبداء تأويلاتها وحملها على مقتضى اللسان العربي من غير قطع بتعيين مجمل منها. وقد قيل : مذهب السلف أسلم ، ومذهب الخلف أعلم.
وأما القسم الرابع : فيعزرون تعزيرا بليغا.
__________________
(١) القرامطة : فرقة من الزنادقة الملاحدة أتباع الفلاسفة الذين يعتقدون نبوّة زرادشت ومزدك وماني ، وكانوا يبيحون المحرمات.