والمعاصي من عوامل الخذلان والهزيمة ، وأن الطاعة والثبات والاستقامة من أسباب النصر والغلبة.
٨ ـ والدعاء المفضل يكون بالمأثور لبلاغته وجمعه معاني كثيرة قد لا يدركها الإنسان ، مثل المذكور في دعاء الرّبيين : (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا ، وَثَبِّتْ أَقْدامَنا ، وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ). وفي صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري عن النبيصلىاللهعليهوسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء : «اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني».
التحذير من طاعة الكافرين
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (١٤٩) بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (١٥٠) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (١٥١))
الإعراب :
(بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ) أي ناصركم لا تحتاجون إلى نصرة أحد وولايته ، مبتدأ وخبر. وقرئ بالنصب على تقدير فعل محذوف هو : بل أطيعوا الله مولاكم.
البلاغة :
(يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) أي يرجعوكم من الإيمان إلى الكفر ، فيه استعارة الرجوع إلى الوراء إلى الرجوع إلى الكفر ، بتشبيه الثاني بالأول. ويوجد طباق بين (آمَنُوا) و (كَفَرُوا).