أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١٥٦) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (١٥٧) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ (١٥٨))
الإعراب :
(إِذا ضَرَبُوا) أتى بالفعل الماضي بعد إذا التي هي للاستقبال ؛ لأن إذا بمنزلة إن ، و (إن) تنقل الفعل الماضي إلى معنى المستقبل.
(لِيَجْعَلَ) لام العاقبة ، ومعناه : لتصير عاقبتهم إلى أن يجعل الله جهاد المؤمنين وإصابة الغنيمة أو الفوز بالشهادة حسرة في قلوبهم ، مثل آية : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) [القصص ٢٨ / ٨].
(وَلَئِنْ مُتُّمْ) يقرأ ميم (مُتُّمْ) بالضم والكسر ، وهما لغتان. واللام في (لَئِنْ): عوض عن القسم. وإنما لم تدخل نون التوكيد مع اللام على فعل (تُحْشَرُونَ) الذي هو جواب القسم مثل : (وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَ) [الإسراء ١٧ / ٨٦] ؛ لأنه فصل بين اللام والفعل بالجار والمجرور. (لَمَغْفِرَةٌ) مبتدأ ، وخبره : (خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).
البلاغة :
(إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ) استعارة ، شبّه المسافر برا بالضارب السابح في البحر.
المفردات اللغوية :
(كَالَّذِينَ كَفَرُوا) هم المنافقون بزعامة عبد الله بن أبي (وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ) أي في شأنهم ، والأخوة تشمل أخوة النسب والدين والمودة (إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ) سافروا في الأرض للتجارة والكسب.