فالإيمان الصادق يحمل صاحبه على الخوف من الله وحده ، وقد مدح الله المؤمنين بالخوف ، فقال : (يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ) [النحل ١٦ / ٥٠]. وفي سنن ابن ماجه عن أبي ذرّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إني أرى ما لا ترون ، وأسمع ما لا تسمعون ، أطّت (١) السماء ، وحقّ لها أن تئط ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله ، والله لو تعلمون ما أعلم ، لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ، وما تلذذتم بالنساء على الفرشات ، ولخرجتم إلى الصّعدات (٢) تجأرون (٣) إلى الله» قال أبو ذر : «والله لوددت أني كنت شجرة تعضد (٤)».
إزالة الحزن من قلب النبي صلىاللهعليهوسلم بعد أحد ومناقشة الكفار
والبخلاء وتمييز الخبيث من الطيب
(وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٧٦) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٧٧) وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (١٧٨) ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ
__________________
(١) أطت السماء : صوتت.
(٢) الصعدات : الطرق.
(٣) تجأرون : رفع الأصوات بالدعاء متضرعين.
(٤) تعضد : تقطع بالمعضد كالمنجل.