الإعراب :
(نَصِيباً مَفْرُوضاً) منصوب بفعل مقدر دلّ عليه الكلام ؛ لأن قوله تعالى : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ) معناه : جعل الله لهم نصيبا مفروضا. ويصح كونه حالا ، وهو أولى من التقدير. (فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ) الهاء في (مِنْهُ) تعود إلى القسمة ، وإن كانت القسمة مؤنثة ؛ لأنها بمعنى المقسوم ، فلهذا عاد إليها الضمير بالتذكير ، حملا على المعنى ، وهذا كثير في كلام العرب.
البلاغة :
يوجد طباق بين قوله : (قَلَ) و (كَثُرَ).
ويوجد إطناب في قوله : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ .. وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ).
المفردات اللغوية :
(لِلرِّجالِ) الأولاد والأقرباء. (نَصِيبٌ) حظ. (مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) المتوفون. (مِمَّا قَلَّ مِنْهُ) أي من المال. (نَصِيباً مَفْرُوضاً) أي جعله الله نصيبا مقطوعا بتسليمه إليهم. (وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ) للميراث. (أُولُوا الْقُرْبى) ذوو القرابة غير الوارثين. (فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ) شيئا قبل القسمة. (وَقُولُوا لَهُمْ) أيها الأولياء للورثة الصغار. (قَوْلاً مَعْرُوفاً) جميلا بأن تعتذروا إليهم أنكم لا تملكونه ، وأنه للصغار. وهذا الإعطاء ندب ، وعن ابن عبّاس : واجب.
(وَلْيَخْشَ) ليخف على اليتامى ، الخشية : الخوف مع تعظيم المخوف حال الأمن. (لَوْ تَرَكُوا) أي قاربوا أن يتركوا. (مِنْ خَلْفِهِمْ) أي بعد موتهم. (ذُرِّيَّةً ضِعافاً) أولادا صغارا. (خافُوا عَلَيْهِمْ) الضياع. (فَلْيَتَّقُوا اللهَ) في أمر اليتامى وليأتوا إليهم ما يحبون أن يفعل بذريتهم من بعدهم. (وَلْيَقُولُوا) لمن حضرته الوفاة. (سَدِيداً) صوابا محكما ، والمراد موافقا للدين (١). (ظُلْماً) بغير حق. (وَسَيَصْلَوْنَ) سيحرقون ، من أصلاه : أراد إحراقه ، ومنه صلى اللحم : شواه ، وصلى يده : أدفأها ، واصطلى : استدفأ. (سَعِيراً) نارا مستعرة مشتعلة.
__________________
(١) والسّداد (بالكسر) : ما يسد به الشيء كالثغر (موضع الخوف من العدو) والقارورة. ومن قولهم : فيها سداد من عوز : أي فيها الكفاية.