المفردات اللغوية :
(غَدَوْتَ) خرجت في الغداة : وهي ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس. (تُبَوِّئُ) تهيأ وتنزل (مَقاعِدَ) مراكز وأماكن يقفون فيها. (إِذْ هَمَّتْ) بنو سلمة وبنو حارثة جناحا العسكر. والهم : حديث النفس واتجاهها إلى شيء. (أَنْ تَفْشَلا) تجبنا وتضعفا ، لما رجع عبد الله بن أبي المنافق وأصحابه ، وقال : علام نقتل أنفسنا وأولادنا؟ وقال لأبي جابر السلمي القائل له : «أنشدكم الله في نبيكم وأنفسكم» : (لَوْ نَعْلَمُ قِتالاً لَاتَّبَعْناكُمْ) فثبتهما الله ولم ينصرفا. (وَلِيُّهُما) ناصرهما. (فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) ليثقوا به دون غيره ، والتوكل : الاعتماد على الله في كفاية الأمور. (أَذِلَّةٌ) واحدها ذليل : وهو من لا منعة له ولا قوة ، وقد كان المسلمون في بدر قليلي العدد والسلاح (يَكْفِيَكُمْ) الكفاية مرتبة دون الغنى ، وهي سد الحاجة (يُمِدَّكُمْ) يعينكم ، والإمداد : إعطاء الشيء حالا بعد حال (مُنْزَلِينَ) بكسر اللام ، ويقرأ بالتخفيف والتشديد.
(بَلى) كلمة للجواب مثل نعم ، ولكنها لا تقع إلا بعد النفي ، وتفيد إثبات ما بعده ، أي نعم يكفيكم ذلك ، فأمدهم بألف أولا ، ثم صارت ثلاثة ، ثم صارت خمسة. (إِنْ تَصْبِرُوا) على لقاء العدو. (وَتَتَّقُوا) الله في المخالفة. (وَيَأْتُوكُمْ) أي المشركون. (مِنْ فَوْرِهِمْ) وقتهم أو ساعتهم ، والفور : الحال السريعة التي لا إبطاء فيها ولا تراخ. (مُسَوِّمِينَ) بكسر الواو بمعنى معلمين أنفسهم أو خيلهم ، أو بفتح الواو ، فكانت عليهم علامات تميزهم ، فإنهم صبروا ، وأنجز الله وعده ، بأن قاتلت معهم الملائكة على خيل بلق ، عليهم عمائم صفر أو بيض أرسلوها بين أكتافهم.
(وَما جَعَلَهُ اللهُ) أي الإمداد. (إِلَّا بُشْرى لَكُمْ) بالنصر. (وَلِتَطْمَئِنَ) تسكن. (قُلُوبُكُمْ بِهِ) فلا تجزع من كثرة العدو وقلتهم ، فإن النصر من عند الله يؤتيه من يشاء ، وليس بكثرة الجند. (لِيَقْطَعَ) متعلق بنصركم ، أي ليهلك (طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالقتل والأسر. (أَوْ يَكْبِتَهُمْ) يذلهم بالهزيمة. (فَيَنْقَلِبُوا) يرجعوا. (خائِبِينَ) لم ينالوا ما راموا. (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) بل الأمر لله فاصبر إلى أن يتوب عليهم بالإسلام أو يعذبهم بظلمهم بالكفر. (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) ملكا وخلقا وعبيدا.
سبب النزول :
نزول آية (وَإِذْ غَدَوْتَ)
في غزوة أحد ، أخرج ابن أبي حاتم وأبو يعلى عن المسور بن مخرمة قال : قلت لعبد الرحمن بن عوف ، أي خالي : أخبرني عن قصتكم يوم أحد ، فقال : اقرأ بعد العشرين ومائة من آل عمران تجد قصتنا ، أي من قوله : (وَإِذْ