يريدون اسمع غير مسمع مكروها ولا أذى. وقال الحسن البصري ومجاهد : معناه غير مسمع منك ، أي مقبول ولا مجاب إلى ما تقول. ويقولون : راعنا من الرعونة والحمق.
وقوله : (لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ) يدل على أنهم يلوون ألسنتهم عن الحق ، أي يميلونها إلى ما في قلوبهم ، ويطعنون في الدين ، بقولهم لأصحابهم : لو كان نبيا لدرى أننا نسبّه ، فأظهر الله تعالى نبيه على ذلك ، فكان من علامات نبوته ، ونهاهم عن هذا القول.
ولو خاطبوه بما يقتضيه الأدب واللياقة في الكلام ، لكان ذلك أقوم أي أصوب لهم في الرأي ، والحقيقة أنهم لا يؤمنون إلا إيمانا قليلا لا يستحقون به اسم الإيمان.
أمر أهل الكتاب بالإيمان بالقرآن وتهديدهم باللعنة
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً (٤٧))
الإعراب :
(كَما لَعَنَّا) الكاف في (كَما) في موضع نصب ، لأنها صفة لمصدر محذوف ، وتقديره : لعنا مثل لعننا أصحاب السبت.