إذاعة الأخبار من غير اعتماد على مصدر صحيح
(وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَلِيلاً (٨٣))
الإعراب :
(إِلَّا قَلِيلاً) في هذا الاستثناء ستة أوجه ذكرها ابن الأنباري : ١ / ٢٦٢ وهي :
١ ـ أن يكون استثناء من قوله تعالى : (لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ).
٢ ـ أن يكون استثناء من واو (يَسْتَنْبِطُونَهُ).
٣ ـ أن يكون استثناء من واو (أَذاعُوا بِهِ) أي أذاعوا بالخبر.
٤ ـ أن يكون استثناء من هاء (بِهِ).
٥ ـ أن يكون استثناء من الهاء والميم في (جاءَهُمْ).
٦ ـ أن يكون استثناء من الكاف والميم في (عَلَيْكُمْ).
وقيل : إلا قليلا : منصوب ؛ لأنه صفة مصدر محذوف وتقديره : إلا اتباعا قليلا ، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. وقال الزمخشري : إلا قليلا منكم ، أو إلا اتباعا قليلا.
المفردات اللغوية :
(وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ) عن سرايا النبي صلىاللهعليهوسلم بما حصل لهم (مِنَ الْأَمْنِ) النصر. (أَوِ الْخَوْفِ) بالهزيمة. (أَذاعُوا بِهِ) أفشوه وأشاعوه بين الناس. (وَلَوْ رَدُّوهُ) أي أرجعوا الخبر. (أُولِي الْأَمْرِ) أي ذوي الرأي من أكابر الصحابة ، أي لو سكتوا عنه حتى يخبروا به. (لَعَلِمَهُ) لعرفوا : هل هو مما ينبغي أن يذاع أو لا؟
(يَسْتَنْبِطُونَهُ) استنبط الماء : استخرجه من البئر ، والمراد هنا : ما يستخرجه الرجل العالم بفضل عقله وعلمه من الأفكار والأحكام وحلول القضايا. وهم المذيعون منهم من الرسول وأولي