وقد اعتمدها الشافعية والحنابلة إذا كان العدوّ في غير جهة القبلة. لكن الفرق بين مالك وبين هؤلاء أنهم قالوا : لا يسلم الإمام حتى تتم الطائفة الثانية لأنفسها ثم يسلّم معهم.
صلاة الخوف في المغرب :
اختلف الفقهاء في كيفية صلاة الخوف في المغرب : فقال الحنفية والمالكية والشافعية : يصلّي بالطائفة الأولى ركعتين ، وبالطائفة الثانية ركعة ، غير أن المالكية والشافعية يقولون : إن الإمام ينتظر قائما حتى تتم الطائفة الأولى لنفسها ، وتجيء الثانية ، لكن لا يسلم الإمام في رأي الشافعية ، كما تقدم (١).
الصلاة حال اشتباك القتال :
اختلف الفقهاء أيضا في صلاة الخوف عند التحام الحرب وشدّة القتال ، وخيف خروج الوقت :
فقال الحنفية : لا صلاة حال اشتباك القتال ، فإن قاتلوا فيها ، فسدت صلاتهم ، ويؤخرون الصلاة.
وقال مالك والثوري والأوزاعي والشافعي وعامة العلماء : يصلي المجاهد كيفما أمكن ؛ لقول ابن عمر : فإن كان خوف أكثر من ذلك ، فيصلي راكبا أو قائما ، يومئ إيماء. قال مالك في الموطأ : مستقبل القبلة وغير مستقبلها ، أي أن الصلاة تكون بالإيماء إذا لم يقدر على الرّكوع والسجود. وقال الشافعي : لا بأس أن يضرب الضربة ، ويطعن الطعنة ، فإن تابع الضرب والطعن ، فسدت صلاته. والأدلّة من غير الآية (٢).
__________________
(١) أحكام القرآن للجصاص : ٢ / ٢٦٣
(٢) المرجع والمكان السابق.