فقال : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ، وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ، وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً ، لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [التوبة ٩ / ٣١].
٣ ـ الإحسان إلى الوالدين : قرن الله تعالى الأمر ببر الوالدين بعبادته وتوحيده في مواضع كثيرة من القرآن ، كهذه الآية ، وآية : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) [الإسراء ١٧ / ٢٣] وآية : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان ٣١ / ١٤].
وبر الوالدين : طاعتهما في معروف والقيام بخدمتهما ، والسعي في تحصيل مطالبهما والبعد عن كل ما يؤذيهما ؛ لأنهما السبب الظاهر في وجود الأولاد ، وتربيتهم بالرحمة والإخلاص. قال ابن العربي : بر الوالدين ركن من أركان الدين في المفروضات ، وبرهما يكون في الأقوال والأعمال ، أما في الأقوال فكما قال الله تعالى : (فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما) [الإسراء ١٧ / ٢٣] فإن لهما حق الرحم المطلقة ، وحق القرابة الخاصة (١).
٤ ـ الإحسان إلى القرابة : وهو صلة الرحم كالأخ والأخت والعم والخال وأبنائهم ، وذلك بمودتهم ومواساتهم ، على نحو ما ذكر في أول السورة : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) [الآية ١]. وذلك يؤدي إلى ترابط الأسرة وتقوية معنوياتها وتساندها ، فيقوى المجتمع ، وتتقدم الدولة.
٥ ـ الإحسان إلى اليتامى : وصى الله تعالى بهذا في أول السورة وفي غيرها ؛ لأن اليتيم فقد الناصر والمعين وهو الأب. قال ابن عباس : يرفق بهم ويربيهم ، وإن كان وصيا فليبالغ في حفظ أموالهم.
__________________
(١) أحكام القرآن : ١ / ٤٢٨