ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون أي المتمردون الخارجون عن حكم الله وشرعه.
وأوصاف الكافرون ، الظالمون ، الفاسقون هل هي واحدة أو متعددة؟ جعل بعضهم هذه الثلاثة صفات لموصوف واحد ، وخصصها ابن عباس في أهل الكتاب (اليهود والنصارى). والأولى أن يقال : من جحد حكم الله وأنكره فهو الكافر ، ومن لم يحكم به وهو مقر تارك فهو الظالم الفاسق.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ التوراة الأصلية فيها هدى ونور للذين هادوا يحكم بها النبيون (أنبياء بني إسرائيل) والربانيون والأحبار ، والربانيون : العلماء الذين يسوسون الناس بالعلم ويربونهم. والأحبار : العلماء المتقنون الذين يحكمون الشيء فهما ودراية ، ويبينونه للناس بيانا حسنا.
٢ ـ الإنجيل الأصلي فيه هدى ونور ومصدق للتوراة وهدى وموعظة للمتقين.
٣ ـ القصد من الإشارة بالتوراة والإنجيل هو زجر اليهود والنصارى عن التحريف والتبديل ، والتحذير من التفريط بالأحكام المقررة فيهما ، وبيان التقائهما مع القرآن في الأصول والأحكام الأساسية ، مما يوجب الإيمان بالقرآن وبالنبي محمد صلىاللهعليهوسلم وبرسالته التي ختمت بها الرسالات السماوية.
٤ ـ تشريع القصاص كما هو ثابت في شريعة موسى ثابت مقرر في شريعة محمدصلىاللهعليهوسلم ، قال أبو حنيفة والشافعية : إذا جرح أو قطع الأذن أو اليد ثم قتل ، فعل به ذلك ؛ لأن الله تعالى قال : (وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ