وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ) فيؤخذ منه ما أخذ ، ويفعل به كما فعل. وقال المالكية : إن قصد به المثلة فعل به مثله ، وإن كان ذلك في أثناء مضاربته ومدافعته ، قتل بالسيف.
٥ ـ احتج الجمهور غير الشافعية بآية : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ) على أن شرع من قبلنا شرع لازم لنا إلا إذا قام الدليل على صيرورته منسوخا ؛ لأن الله تعالى يقول : (فِيها هُدىً وَنُورٌ) والمراد بيان أصول الشرع وفروعه ، ولو كان كتاب التوراة منسوخا غير معتبر الحكم بالكلية ، لما كان فيه هدى ونور.
٦ ـ استدل الخوارج بقوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) على قولهم : كل من عصى الله فهو كافر ، فقالوا : إنها نص في أن كل من حكم بغير ما أنزل الله فهو كافر ، وكل من أذنب فقد حكم بغير ما أنزل الله.
ورد جمهور أهل السنة بأن هذه الآية إنما تتناول من أنكر بقلبه وجحد بلسانه ، أما من عرف بقلبه وأقر بلسانه كونه حكم الله ، إلا أنه أتى بما يضاده فهو حاكم بما أنزل الله تعالى ، ولكنه تارك له.
٧ ـ في قوله : (فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ) ترغيب في العفو والصفح والتسامح ؛ لما فيه من كظم الغيظ ، والحفاظ على النفس الإنسانية قدر الإمكان ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا كما أخبر النبي صلىاللهعليهوسلم فيما رواه أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة.
٨ ـ من جحد ما أنزل الله فقد كفر ، ومن أقر به ولم يحكم به فهو ظالم فاسق. واختار ابن جرير الطبري أن الآية المراد بها أهل الكتاب ، أو من جحد حكم الله المنزل في الكتاب (١).
__________________
(١) تفسير الطبري : ٦ / ١٦٦