وآتى الله داود زبورا ، والزبور : هو الكتاب الذي أوحاه الله إلى داود عليهالسلام. وكان مائة وخمسين سورة ليس فيها حكم ولا حلال ولا حرام ، وإنما هي حكم ومواعظ. وكان داود عليهالسلام حسن الصوت ؛ فإذا أخذ في قراءة الزبور اجتمع إليه الإنس والجنّ والطير والوحش لحسن صوته ، وكان متواضعا يأكل من عمل يده ، وكان يصنع الدروع (١).
وأرسلناك يا محمد كما أرسلنا رسلا غير هؤلاء ، منهم من قصصنا عليك قبل تنزيل هذه السورة ، ذكروا في السور المكية ، كما قال تعالى في سورة الأنعام عن إبراهيم : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ) [٦ / ٨٤ ـ ٨٦].
ومجموع الأنبياء الذين نص القرآن على أسمائهم خمسة وعشرون ، وهم : آدم ، وإدريس ، ونوح ، وهود ، وصالح ، وإبراهيم ، ولوط ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وأيوب ، وشعيب ، وموسى ، وهارون ، ويونس ، وداود ، وسليمان ، وإلياس ، واليسع ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى ، وكذا ذو الكفل عند كثير من المفسرين ، وسيدهم محمدصلىاللهعليهوسلم. وأجمع السور لقصص الأنبياء : هود والشعراء.
وهناك رسل آخرون لم نقصصهم عليك ، لم يذكروا في القرآن ؛ لأن أممهم مجهولة ، وفي ذكر غيرهم فائدة أجدى ، قال تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل ١٦ / ٣٦] وقال تعالى أيضا : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) [فاطر ٣٥ / ٢٤].
__________________
(١) تفسير القرطبي : ٦ / ١٧