نحو : الحمد لله (أي الحمد واجب ، أو : يجب لله تبارك وتعالى).
واعلم أنّ هذا المتعلّق إذا دلّ على وجود مطلق (كيكون وكائن) وما شاكلهما وجب حذفه لفقدان الفائدة من ذكره.
أمّا إذا دلّ على وجود مقيّد بصفة ، وجب ذكره ، نحو : الورقاء مغرّدة فوق الشّجرة ، ما لم يدلّ عليه دليل ، نحو : الفارس فوق الجواد أي راكب ، فيحذف.
المبحث السادس : في تضمين المبتدأ معنى الشّرط. ووجوب اقتران خبره بالفاء.
إذا كان المبتدأ مبهما وسببا للخبر كان بمنزلة اسم الشّرط ، والخبر بمنزلة جواب له ، فتدخل الفاء على الخبر إذا كان متأخرا ، كما تدخل على الجواب ، وذلك في أربعة مواضع :
١ ـ إذا كان المبتدأ اسما موصولا ، نحو : الّذي تأتونه من خير فهو ذخر لكم.
٢ ـ إذا كان المبتدأ نكرة موصوفة بغير المفرد (١) ، نحو : صديق حولك في
__________________
(١) أما النكرة الموصوفة بالمفرد فلا تدخل الفاء على الخبر ، نحو : رجل عالم له دينار بخلاف ، نحو : رجل في الدار فله دينار ، فإن في الدار شبه جملة وليس بمفرد. ولكن إذا كان الموصول «أل» فلا شرط فيه لأن صلة «أل» لا تكون إلا صفة مفردة ، نحو : المجتهد والمجتهدة فأكرموهما.
لأن الصلة في المثال فعل وهو يأتيني ، والمبتدأ بمنزلة اسم الشرط ، والشرط لا يكون إلا فعلا.
ويمتنع دخول الفاء إذا تقدم الخبر لأنه بمنزلة الجواب ، والجواب لا يقترن بالفاء إلا مؤخرا.
ويمتنع دخول الفاء أيضا إذا دخل على المبتدأ المتضمن معنى الشرط.
(ناسخ) غير «إنّ ولكنّ» ، نحو : ليس كل من ينظم الشعر له جائزة ، ونحو : ليت من يأتيك له منك إكرام. أما مع (لكنّ ، وإنّ) : بكسر الهمزة فلا تمتنع الفاء ، نحو : (إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ)[الجمعة : ٨].
وكقوله : ولكنّ ما يقضى فسوف يكون.
ويقلّ دخول الفاء على «أنّ» بفتح الهمزة ، نحو : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ).