ويشترط في : زال ، وانفكّ ، وفتئ ، وبرح أن يتقدّمها النّفي (١) ، لفظا ، نحو : «ما زال التّلميذ مجتهدا» أو معنى ، نحو «قلّما يزال سليم مسافرا» أو الدّعاء ، نحو : «لا زلت سالما» أو النّهي ، نحو : «لا تزل ذاكر الموت» أو الاستفهام الإنكاري ، نحو : «هل يزال أخوك متكاسلا»؟.
ويشترط في «دام» أن تتقدّمها «ما» المصدريّة (٢) الظرفيّة موصولة بها ، نحو : «أحسن ما دمت حيّا أي مدّة دوامك حيّا».
المبحث الثاني : كان وأخواتها ثلاثة أنواع :
الأوّل : ما لا يتصرّف مطلقا ، وهو : دام ، وليس (٣).
الثاني : ما يتصرّف تصرّفا ناقصا ، وهو : ما زال ، وما انفكّ ، وما فتئ ، وما برح. وهذه يأتي منها الماضي ، والمضارع فقط.
الثالث : ما يتصرّف تصرّفا تاما وهو السّبعة الباقية.
وكلّ ما تصرّف من هذه الأفعال : يعمل عمل ماضيها.
سواء أكان : فعلا ، أو صفة ، أو مصدرا (٤) ، نحو : يمسي المجتهد مسرورا ،
__________________
للمخبر عنه. ومعنى ادام استمرار اتصاف المخبر عنه بالخبر. ومعنى ليس النفي في الحال إذا إذا قيّدت بما يفيد المضيّ أو الاستقبال. وقد تستعمل كان وأمسى وأصبح وأضحى وظل وبات بمعنى صار إن كان هناك قرينة تدل على أنه ليس المراد اتصاف المخبر عنه بالخبر في وقت معين مما تدل عليه هذه الأفعال ، نحو : (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) أي صرتم.
(١) النفي : لا يشترط فيه أن يكون بالحرف ، فقد يكون به كما رأيت ، أو بالفعل ، نحو : لست تبرح معاندا ، أو بالاسم ، نحو : أخوك غير منفك مواظبا على عمله.
وأما الدعاء فلا يكون إلا بلفظة لا فقط.
و «زال» الناقصة مضارعها يزال وأمّا (زال) التي مضارعها يزول بمعنى ذهب ، فهي فعل تام.
وقد تأتي «ونى ورام» بمعنى «زال» الناقصة ، فتعملان عملها بنفس شروطها.
(٢) معنى كون «ما» مصدرية ، أنها تجعل ما بعدها في تأويل مصدر. ومعنى كونها ظرفية : أنها نائبة عن الظرف وهو «المدة» المقدّرة.
(٣) لا تتصرّف (دام) لأنها لا تقع إلا صفة لما الظرفية فيلتزم فيها صيغة الماضي (ولا تنصرف ليس) لأنها فعل جامد.
(٤) إن المصدر كثيرا ما يضاف إلى الاسم ، نحو : عجبت من كون أخيك غافلا فيكون مجرورا