[الكامل]
ندم البغاة ولات ساعة مندم |
|
والبغي مرتع مبتغيه وخيم |
إن الدنيا إلا صور تمرّ وما مرّ منها لا يعود.
المبحث الثامن : في الأحرف المشبّهة بالأفعال (إنّ وأخواتها)
الأحرف المشبهة بالأفعال (١) ستّة ، وهي :
إنّ ، وأنّ ، وكأنّ ، ولكنّ ، وليت ، ولعلّ. وهي تدخل على المبتدإ والخبر ، فتنصب الأوّل (٢) ويسمّى اسمها ، وترفع الثّاني (٣) ويسمى خبرها ، نحو : (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [البقرة : ١٧٣] وفي هذا الباب مباحث :
المبحث الأول
الأصل في خبر هذه الأحرف أن يكون مؤخّرا عن اسمها ، ما لم يكن ظرفا أو مجرورا بالحرف فيجوز تقدّمه على اسمها إذا كان اسمها معرفة نحو : «إنّ في الدّار سليما».
__________________
(١) سمّيت هذه الأحرف مشبهة بالأفعال لأنها مبنية الأواخر على الفتح كالماضي مع بنائها على ثلاثة أحرف فصاعدا ، ولوجود معنى الفعل في كل منها ، كالتأكيد والتشبيه ، ونحوهما مما هو من معاني الأفعال.
أما معانيها فمعنى «إن وأنّ» التوكيد (أي توكيد النسبة ونفي الشك عنها).
ومعنى «كأنّ» التشبيه الأكيد نحو : كأنّ زيدا أسد إذا كان خبرها جامدا. وقد تأتي للشك إذا كان خبرها مشتقا أو ظرفا ، نحو : كأنّ زيدا قائم ، أو عندك.
ومعنى «لكنّ» الاستدراك وهو تعقيب الكلام برفع ما يتوهم من كلام سابق ، نحو : زيد غنيّ لكنّه بخيل فإنّ وصف زيد بالغنى يوهم أنه كريم ، فأزيل هذا الوهم بقولنا : لكنّه بخيل : ومعنى «ليت» التّمني وهو طلب المستحيل ، نحو : ليت الشباب يعود ، أو المتعذر والعسر الحصول ، نحو : ليت لي مال قارون.
ومعنى «لعل» (وقد يقال فيها علّ) الترجي وهو توقع الأمر الممكن المحبوب.
(٢) غير الملازم للتصدير (إلا ضمير الشأن).
(٣) غير الطلبي والإنشائي.