المبحث الرابع عشر : في الاشتغال
الاشتغال هو : أن يتقدّم اسم على عامل من حقّه أن يعمل فيه لو لا اشتغاله عنه بالعمل في ضميره ، أو في اسم مضاف إلى ضمير ذلك الاسم ، نحو : كتابك قرأته ، والعاجز أخذت بيده ، والعمل أتقنته ، والصّديق امتثلت أمره ، والتّفاح أنا آكله.
ويسمّى الاسم المتقدّم مشغولا عنه (١).
ويسمّى الضّمير ـ أو المضاف إلى الضّمير مشغولا به.
وللاسم المتقدّم المشغول عنه خمس حالات.
وجوب النّصب ، ووجوب الرّفع ، وجواز الامرين ، وترجيح أحدهما فيجب نصب الاسم المشغول عنه إذا وقع بعد ما يختصّ بالأفعال كأدوات العرض ، والتّحضيض ، والشّرط ، والاستفهام (غير الهمزة) نحو : ألا عمرا تكرمه ، وهلّا العمل أتقنته ، وإن سليما لقيته فأكرمه ، وهل الكتاب قرأته؟
ويرجح نصب الاسم في المواضع الآتية :
أوّلا : إذا وقع الاسم المشتغل عنه قبل الفعل الطّلبي (٢) ، كالأمر نحو : أباك أكرمه ، والدّعاء ، نحو : عبدك اللهمّ ارحمه.
__________________
(١) فيجوز في الاسم السابق رفعه على أنه مبتدأ والجملة بعده خبر. ويجوز نصبه بتقدير عامل يوافق العامل المذكور في اللفظ والمعنى ، أو في المعنى فقط ، فيكون التقدير في المثال الأول : قرأت كتابك قرأته ، وفي المثال الثاني : ساعدت العاجز أخذت بيده ، وفي المثال الثالث : اتقنت العمل أتقنته.
ويجوز أن يشتغل العامل عن الاسم المتقدم بأجنبي متبوع بتابع مشتمل على ضمير المشغول عنه ، نحو : سليم أكرمت رجلا يحبه.
وعلم أن العامل المقدر لا يجوز التصريح به في اللفظ مطلقا ، وجملة الفعل المفسر لا محل لها من الإعراب.
ويجب أن يكون الاسم المتقدم على عامله مما يجوز الابتداء به ، فلا يقال : رجلا ضربته.
فائدة : إن الاشتغال بعد أدوات الاستفهام والشرط لا يقع إلا في الشعر ما عدا «إن» و «لو» و «لو لا» و «إذا» فيقع الاشتغال معها في النثر والنظم.
(٢) لا فرق في الطلب بين أن يكون بلفظ الإنشاء كما رأيت في المثالين ، أو بلفظ الخبر نحو : أخاك هداه الله.