والمفعول به قد يكون واحدا (١). وقد يكون متعدّدا (٢) حسب الأفعال المتعدّية التي تنقسم إلى أربعة أنواع :
١ ـ نوع ينصب مفعولا واحدا ، نحو : حفظ ، وفهم.
٢ ـ ونوع ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، وهو جميع أفعال القلوب ، وأفعال التّصيير السّابقة.
فأفعال القلوب هي :
وجد ، وألفى ، ودرى ، وتعلّم ، وجعل ، وحجا ، وعدّ ، وزعم ، وهب ، ورأى ، وعلم ، وظنّ ، وحسب ، وخال.
وأفعال التّصيير هي :
جعل ، وردّ ، وترك ، واتّخذ ، وتخذ ، وصيّر ، ووهب.
٣ ـ ونوع ينصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرا ، كأعطى وسأل ، ومنح ، وكسا ، وألبس ، وأطعم ، وسقى ، وأسكن ، وأنشد ، وأنسى ، وجزي.
والأصل : في المفعولين اللّذين ليس أصلهما مبتدأ وخبرا أن يقدّم ما هو فاعل في المعنى ، نحو : كسا سعد الفقير ثوبا.
٤ ـ ونوع ينصب ثلاثة مفاعيل وهو : أرى ، وأعلم ، وأخبر ، وخبّر ، وأنبأ ، ونبّأ ، وحدّث.
نحو : أرى الله العباد أيّوب صبورا ، ونحو : (يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ) [البقرة : ١٦٧] أعلمني الأستاذ سعدا نبيها.
فالمفعول الأوّل قائم بنفسه ، وأمّا الثّاني ، والثّالث ، فأصلهما مبتدأ وخبر.
وكلّ الأحكام المستحقّة لمفعولي (علم ورأى) السّابقة تسري للمفعولين الثّاني والثّالث من مفاعيل (أعلم وأرى).
__________________
(١) ما ينصب مفعولا واحدا بنفسه دائما كأفعال الحواس ، نحو : شممت المسك وسمعت الأذان ، ورأيت الهلال ، وذقت الطعام ، ولبست الثوب.
(٢) إذا تعددت المفاعيل فالأصل فيها تقديم ما له أصالة في التقدم. وهو ما كان مبتدأ في الأصل ، وذلك في باب (ظن) أو ما كان فاعلا في المعنى ، وذلك في باب (أعطى).