مقدمة
في الكلمة وأنواعها
الكلمة هي : اللّفظ المفرد الدّالّ على معنى (١).
وتطلق الكلمة إطلاقا لغويّا مرادا بها «الكلام» نحو (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) كلمة التّوحيد.
وبالاستقراء وتتبّع مفردات اللّغة وجد أنّ أنواع الكلمة ثلاثة : اسم ، وفعل ، وحرف (٢) :
__________________
(١) «أي لفظ مفرد عيّنه الواضع لمعنى بحيث متى ذكر ذلك اللفظ فهم منه المعنى الذي عيّن هو له ، وفهمه منه هو دلالته عليه».
والمراد بالمفرد هنا هو ما يتلفظ به مرّة واحدة وإن دلّ على متعدّد كرجل ورجال.
(٢) وذلك لأن من أنواع الكلمة ما يصح أن يكون ركنا للإسناد. وهذا منه ما يصح أن يسند ويسند إليه باعتبار دلالته على الحدث والذّات معا ، أو الذات فقط وهو (الاسم) نحو سليم وفاهم. ومن هنا يتبين لك أن الاسم هو الركن للكلام ، به يقوم ، وعليه يعتمد ، لأنه لا ينعقد بدونه.
ومنه ما يصح أن يسند فقط باعتبار دلالته على الحدث دون الذّات وهو (الفعل) نحو فهم ، ويفهم ، وافهم.
ومنه ما لا يصح أن يكون ركنا للإسناد لخلوه من ذلك وهو (الحرف) فإنه رابط بين الاسم والفعل فلا يسند ولا يسند إليه.
وبهذا يتبين لك انحصار (الكلمة) في هذه الأقسام الثلاثة ، ودليل الحصر أن الواقع ثلاث : ذات ، وحدث ، ورابطة للحدث بالذات. فالذات الاسم ، والحدث الفعل ، والرابطة الحرف ؛ ولا يختص انحصار الكلمة في الأنواع الثلاثة بلغة العرب لأن دليل الانحصار عقلي ، والأمور العقلية لا تختلف باختلاف اللغات.