أمّا بقيّة الأفعال الّتي تنصب ثلاثة مفاعيل فلم تقع تعديتها إلى ثلاثة مفاعيل في كلام العرب إلّا وهي مبنيّة للمجهول ، نحو : أنبئت سعدا زعيما ، وهكذا (نبّأ وحدّث ، وأخبر ، وخبّر).
المبحث الثاني : في المفعول المطلق
المفعول المطلق مصدر يوتى به لتأكيد عامله (١) ، أو بيان نوعه ، أو عدده (٢) ، فأقسامه ثلاثة :
١ ـ مؤكّد للعامل ، نحو : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) [النساء : ١٦٤].
٢ ـ مبيّن للنّوع ، نحو : التفت التفاتة الأسد.
٣ ـ مبيّن للعدد ، نحو : تدور الأرض دورة واحدة في اليوم. وينوب عن المصدر في تأدية معناه وإعرابه مفعولا مطلقا (٣).
١ ـ مرادفه في المعنى ، نحو : قمت وقوفا أو وقوفا طويلا.
__________________
(١) المصدر المؤكد لا يثنّى ولا يجمع ولا يتقدّم على عامله لأنه يدلّ على الحقيقة المشتركة بين القليل والكثير. وهي لا تحتمل التعدد ، وأيضا هو بمنزلة تكرير الفعل. وأما المصدر المبيّن فيجوز فيه التثنية والجمع ، نحو : حكمت حكمين أو أحكاما ، لأنّه يدل على الأنواع والأفراد المنطوية تحت الحقيقة وهي قابلة للتّعدّد.
واعلم أنّه ينوب عن المفعول المطلق المؤكّد شيئان : الأول : مرادفه ، أي ما كان بمعناه ، نحو : قمت وقوفا ويكون المرادف نكرة في المؤكّد ، ومعرفة في النوعي.
والثاني ما شاركه في مادته كاسم المصدر له ، نحو : اغتسلت غسلا ، أو كمصدر فعل آخر ، نحو : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) أي تبتّلا ، (وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً)[آل عمران : ٣٧].
(٢) وليس خبرا ولا حالا ، وليس من المفعول المطلق ، نحو : علمك غزير ، ولا نحو : ولّى مدبرا ، وأكثر ما يكون المفعول المطلق مصدرا ، والمصدر اسم الحدث الجاري على الفعل ، فخرج اغتسل غسلا ، وتوضأ وضوءا ، وأعطى عطاء ، فإن هذه أسماء مصادر لأنها لم تجر على أفعالها لنقص حروفها عنها.
(٣) سمّي مفعولا مطلقا لأنه لم يقيّد بحرف جر ونحوه : كالمفعول به ، والمفعول فيه ، والمفعول معه ، والمفعول لأجله.