المبحث الثامن : لا سيما
الاسم الواقع بعد لا سيّما (١) إن كان نكرة جاز فيه :
أ ـ الرّفع على أنّه خبر لمبتدإ محذوف ، تقديره هو ، والجملة صلة ما إن جعلت اسما موصولا ، وصفتها إن جعلت نكرة موصوفة (٢).
ب ـ والنّصب على أنّه تمييز (لما) وتكون (ما) حينئذ نكرة تامّة مضافة إلى (سيّ) ، أو هي زائدة (٣).
ج ـ والجرّ بإضافة سيّ إليه ، وما زائدة ، نحو : أعجبني القوم ولا سيّما أمير ، أو أميرا ، أو أمير في مقدّمتهم.
وإن كان الواقع بعد (لا سيّما) (٤) معرفة جاز فيه الرّفع والجرّ فقط على الاعتبارين السّابقين ، نحو : أعجبني الشّعراء ولا سيّما أميرهم أو أميرهم شوقي.
هذا إذا لم يكن ما بعدها حالا ، أو شرطا ، أو ظرفا ، وإلّا تعيّنت زيادة «ما» على الأوّل ، وموصوليّتها على الثّاني ، والثالث. وتكون جملة الشّرط ومتعلّق الظّرف صلتها ، نحو : لا تحتقر أحدا ولا سيّما محتاجا ، أو : وهو محتاج ، وأحبّ تلاميذي ولا سيّما إن اجتهدوا وساعدوا الضّعفاء ولا سيّما عند الضّرورة.
__________________
(١) لا سيما : هي مركبة من لا النافية للجنس ، وسيّ بمنزلة (مثل) اسمها ، وهي لا تتعرّف بالإضافة ، و (ما) الموصولة ، أو النكرة الموصوفة ، أو التامة ، أو الزائدة الكافة ، أو غير الكافة ، وعلى كل حال فخبر لا محذوف تقديره موجود ، أو نحوه.
وهي لا تستعمل بدون الواو الاعتراضية إلا شذوذا. كقوله [الطويل] :
يسرّ الكريم الحمد لا سيّما لدى |
|
شهادة من في خيره يتقلّب |
(٢) أي مضافة إلى (سيّ) في الحالتين.
(٣) أي كافة (لسي) عن الإضافة في هذه الحالة ، وفيما إذا كان ما بعدها حالا وفتحتها في الحالتين فتحة بناء بخلافها في بقية الأحوال فهي معربة لإضافتها.
(٤) لا يجوز حذف لا ، وقولهم (سيما كذا) خطأ وجملتها لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية ، إلا إذا كان ما بعدها حالا أو شرطا أو ظرفا فتكون في محل نصب على المفعولية المطلقة (لأخصّ) محذوفا وهو الدليل على جواب الشرط. وتستعمل (لا سيّما) لترجيح ما بعدها على ما قبلها. وقد أدخل بعض النحاة (لا سيّما) في هذا الباب مع أنها ليست منه لأنها تستعمل للدلالة على أن ما بعدها أدخل مما قبلها في الحكم المنسوب إليه على خلاف حكم الاستثناء.