وتمييز هذه الأنواع غير محوّل عن شيء أصلا (ويسمّى تمييزا لمميّز ملفوظ).
وتمييز الجملة (النّسبة) هو ما يفسّر جملة باعتبار جهة تعلّق النّسبة المبهمة الواقعة فيها (ويسمّى تمييزا لمميّز ملحوظ). وهو نوعان : منقول ، وغير منقول.
أ ـ فالمنقول : ما كان أصله (فاعلا) نحو : طاب سعد نفسا و (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) [مريم : ٤] أي : طابت نفس سعد.
أو مفعولا نحو : غرست الأرض شجرا. ورفعت الرّئيس قدرا أي : رفعت قدر الرّئيس.
أو مبتدأ نحو (١) : أنا أكثر منك مالا أي مالي أكثر من مالك وحكمه : أنّه يجب نصبه دائما بما في الجملة من (فعل) كالأمثلة السابقة ، أو (شبهه) ، نحو : سعد كريم عنصرا ، وهو طيّب قلبا.
ب ـ وغير المنقول عن شيء ، نحو : لله درّه فارسا. وحكمه أنّه يجوز نصبه ، ويجوز جرّه «بمن» فتقول : لله درّه من فارس.
ولا يجوز دخول «من» إلّا في هذا النوع فقط بخلاف النوع السّابق وهو المنقول عن الفاعل ، أو المفعول ، أو المبتدأ ، فلا يقال : طاب سعد من نفس ، ولا رفعت الرّئيس من قدر. ولا أنا أكثر منك من مال.
ولا يجوز تقديم التّمييز على عامله. ولكنّه يجوز توسّطه بين العامل ومرفوعه ، نحو : طاب نفسا سليم.
والأصل في التّمييز أن يكون اسما جامدا ، ولكنّه قد يأتي مشتقّا إن كان وصفا ناب عن موصوفه ، نحو : لله درّه عالما فإنّ الأصل : لله درّه رجلا عالما.
والأصل في التّمييز أن يكون نكرة. وقد يأتي معرفة لفظا. وهو في معنى
__________________
(١) ما بعد أفعل التفضيل ينصب وجوبا على التمييز إذا كان فاعلا في المعنى ، نحو : زيد أكثر مالا من عمرو. وضابطه أن يصح جعل أفعل التفضيل فعلا فيقال : زيد كثر ماله فإن لم يكن فاعلا في المعنى جر التمييز بالإضافة نحو : أنت أفضل رجل ، وضابطه أن يصح تعريف المضاف إليه مجموعا فيقال : أنت أفضل الرجال.
فإن أضيف أفعل إلى غيره وجب النصب ، نحو : أنت أفضل الناس رجلا ، وذلك لتعذّر الإضافة مرتين.