وقبل (أن المصدريّة) ، نحو : عجز أن يفعل هذا الأمر أي عن أن يفعله (١).
وقد تزاد «ما» بعد «من ، وعن ، والباء» فيبقى ما بعدهنّ مجرورا. وتزاد بعد «ربّ ، والكاف» فتكفّهما عن العمل ، وتدخلان على الجمل الفعليّة ، والاسميّة ، نحو : ربّما زرتك ، وأنا مجتهد كما أخوك مجتهد وقد تحذف (ربّ) بعد الواو ، ويبقى عملها ، نحو : «وليل كموج البحر أرخى سدوله» (٢).
وتقع «الكاف» اسما بمعنى (مثل) ، نحو : وما قتل الأحرار كالعفو عنهم.
وكذلك «عن» بمعنى (جانب) إذا سبقت «بمن» ، نحو : مرّ من عن يميني ، و (على) بمعنى (فوق) إذا سبقت «بمن» نحو : سقط من على الجبل فتكون كلّ واحدة منهنّ مضافة إلى ما بعدها كسائر الأسماء.
المبحث الثاني : في معاني حروف الجر
ـ «من» تكون لابتداء الغاية ، نحو : خرجت من البلد ، والتّبعيض ، نحو : أنفقت
__________________
(١) إنما يجوز حذف الجار قبل «أنّ ، وأن» إذا أمن اللبس كما رأيت. فإن لم يؤمن اللبس لم يجز حذفه فلا يقال : رجع اللص أن يسرق لأنه يحتمل أن يكون المحذوف «إلى» فيكون المعنى : رجع إلى السرقة أو «عن» فيكون المعنى رجع عن السرقة فلا يفهم السامع ما هو المراد ، ولذلك يتعيّن ذكر الحرف هنا.
ويجوز حذف حرف الجر قياسا في ما عطف على مجرور بمثل الحرف المحذوف نحو : لزيد دار وعمرو بستان أو وقع بعد همزة الاستفهام مسبوقا بمثله. كما إذا قيل :
مررت بزيد فتقول أزيد التاجر ، أي أبزيد ، أو بعد إن الشرطية نحو : اذهب بمن شئت إن زيد وإن عمرو أي إن بزيد.
وقد يحذف حرف الجر سماعا ، فينصب المجرور بعد حذفه تشبيها له بالمفعول به ويسمى المنصوب بنزع الخافض ، كقول الشاعر [الوافر] :
تمرّون الديار ولم تعوجوا |
|
كلامكم عليّ إذا حرام |
أي تمرّون بالديار.
وشذ بقاء الاسم مجرورا بعد حذف حرف الجر في غير مواضع حذفه قياسا. ومن ذلك قول بعض العرب وقد سئل : كيف أصبحت فقال : خير إن شاء الله أي : بخير.
(٢) وقد تحذف أيضا ويبقى عملها بعد الفاء وهو قليل ، وبعد بل وهو نادر.