المبحث الرابع : في ما يلزم الإضافة.
من الأسماء ما يلزم الإضافة ، فلا ينفكّ عنها ، وهو على نوعين : ما يلزم الإضافة إلى المفرد ، وما يلزم الإضافة إلى الجملة (١).
فالأسماء الّتي تلزم الإضافة إلى المفرد نوعان :
أوّلهما : ما لا يجوز قطعه عن الإضافة مطلقا وهو : عند ، ولدى ، ولدن ، وبين ، ووسط ، (وهي ظروف) ، وشبه ، ومثل ، ونظير ، وقاب ، وكلا ، وكلتا ، وسوى ، وغير ، وذو ، وذات ، وذوو ، وذوات ، وأولو ، وأولات ، وقصارى ، وحمادى ، وسبحان ، ومعاذ ، ووحد ، وسائر ، وأولى ، ولبّيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك ، ولعمر ، (وهي غير ظروف).
والثاني : ما يجوز قطعه عن الإضافة (لفظا) لا معنى وهو : أوّل ، ودون ، وفوق ، وتحت ، ويمين ، وشمال ، وأمام ، وقدّام ، وخلف ، ووراء ، وتلقاء ، وتجاه ، وإزاء ، وحذاء ، وقبل ، وبعد ، (ومع وهي ظروف) وكلّ ، وبعض ، وغير ، وجميع ، وحسب ، وأيّ ، (وهي غير ظروف).
أمّا : كلّ ، وبعض ، وجميع ، ومع ، وأيّ فيجوز أن تقطع عن الإضافة لفظا فيكون المضاف إليه منويّا ، وتعرب منوّنة نحو : كلّ يموت أي كلّ أحد و (فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) [البقرة : ٢٥٣] أي على بعضهم ، وجاء القوم جميعا أي جميعهم ، وذهبوا معا أي مع بعضهم ، وأيّا تكرم أكرم. أي : أيّ رجل وقبل ، وبعد ، ودون ، وأوّل والجهات السّتّ ، وحسب ، وغير ، سبق الكلام عليها.
وما دلّ من هذه الأسماء على المغايرة (كغير وسوى) أو على المماثلة (كمثل ، وشبه ، ونظير) لا يتصرّف بإضافته إلى المعرفة لتوغّله في الإبهام. ولذلك صحّ أن تنعت به النّكرة نحو : رأيت رجلا غير سعيد ، ومررت بامرأة مثل سعاد (٢).
__________________
(١) المراد بالمفرد هنا ما ليس جملة فيدخل فيه المثنى والمجموع.
(٢) لقد استبان أنّ الإضافة على ثلاثة أنواع : نوع يفيد تعريف المضاف بالمضاف إليه إن كان معرفة ، وتخصيصه به إن كان نكرة. ونوع يفيد تخصيص المضاف دون تعرفه نحو : «ربّ رجل وأخيه. وقسم لا يقبل التعريف أصلا بحيث يكون المضاف متوغلا في الإبهام كغير ، ومثل.