وقال علي : ما المبتلى الذي اشتد به البلاء بأحوج إلى الدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء. كل مبذول مملول. وكل ممنوع مرغوب فيه. المرء مخبوء تحت لسانه. حبك الأوطان من الإيمان [الطويل] :
ولست بمفراح إذا الدهر سرّني |
|
ولا جازع من صرفه المتقلّب |
لا يجد العجول فرحا ، ولا الغضوب سرورا. ولا الملول صديقا. ولا يخلو المرء من ودود يمدح ، وعدوّ يقدح. ولا يكن الحازم جزعا عند الشدائد.
المبحث السادس : في اسم المفعول
اسم المفعول : اسم مصوغ من مصدر الفعل المبنيّ للمجهول للدّلالة على ما وقع عليه الفعل.
ويكون من الثّلاثيّ على وزن (مفعول) نحو : منصور ، ومعلوم وتحذف منه واو (مفعول) إن كان فعله أجوف معلّا ، نحو : مقول (١) ومبيع (٢) وتقلب هذه الواو ياء وتدغم في لامه إن كان ناقصا ، نحو : مرميّ ، ومرضيّ (٣).
ومن غير الثّلاثي على وزن اسم فاعله بفتح ما قبل آخره ، نحو : محسن ، ومتعلّم.
ولا يؤخذ اسم المفعول من اللازم إلّا إذا كان نائب فاعله ظرفا أو مصدرا متصرّفين مختصّين أو جارا ومجرورا ، نحو : ما مجتمع اليوم ، وهل محتفل احتفال عظيم ، وأنت مفروح بحضورك.
وهو يعمل عمل فعله المبنيّ للمجهول بالشّروط الّتي تقدّمت في عمل اسم الفاعل ، نحو : أنت المحمود فعله ، وما مذموم صديقك.
وتقلب عينه ألفا بعد نقل فتحتها إلى ما قبلها إن كان أجوف معلّا ، نحو : مقام ،
__________________
(١) أصله مقوول ، نقلت ضمة الواو إلى القاف ثم حذفت الواو الثانية لالتقاء الساكنين.
(٢) أصله مبيوع نقلت الضمة إلى الباء ثم قلبت كسرة ثم حذفت الواو الثانية.
(٣) أصله مرضوي اجتمعت الواو والياء في كلمة وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء ثم قلبت الضمة كسرة.