ومستفاد (١).
المبحث السابع : في الصفة المشبهة
الصّفة المشبّهة : هي اسم مصوغ من مصدر الثّلاثي اللازم للدّلالة على الثّبوت ، والدّوام (٢).
١ ـ وتكون من باب (فرح) على ثلاثة أوزان :
فعل ـ لما دلّ على حزن ، أو فرح نحو : ضجر ، وبطر (ومؤنّثه فعلة).
وأفعل ـ لما دلّ على عيب ، أو حلية ، أو لون ، نحو : أحدب وأحور ، وأبيض ، (ومؤنّثه فعلاء).
وفعلان ـ لما دلّ على خلوّ أو امتلاء. نحو : عطشان ، وشبعان (ومؤنّثه فعلى).
__________________
(١) تنبيه : يشترك بين اسم الفاعل واسم المفعول صيغتان وهما : فعول ، وفعيل فتارة تكونان بمعنى الفاعل كصبور ومريض. وتارة بمعنى المفعول كرسول وجريح. وكلتاهما سماعيتان ، فإذا كانت فعول بمعنى الفاعل وفعيل بمعنى المفعول يستوي فيهما المذكر والمئنث مع ذكر الموصوف فيقال رجل صبور ، وامرأة صبور ورجل جريح وامرأة جريح ، فإذا لم يذكر الموصوف لحقتها التاء عند إرادة المؤنث فتقول رأيت جريحا للمذكر ، وجريحة للمؤنث ، وكذلك إذا كانت (فعيل) بمعنى الفاعل و (فعول) بمعنى المفعول نحو ناقة حلوبة ، وفتاة مريضة.
(٢) فإن أريد بها الحدوث حولت إلى وزن اسم الفاعل ، نحو ضائق وسائد في ضيّق وسيّد ، إما إن أريد باسم الفاعل أو المفعول الثبوت فلا يغير لفظهما لكن يعطيان حكم الصفة المشبهة في العمل نحو : هذا طاهر القلب ومحمود المقاصد.
واعلم أن الصفة شبيهة باسم الفاعل في العلم وبينهما فرق من جهة اللفظ فإنّ اسم الفاعل من الثلاثي بزنة فاعل دائما ، والصفة على أوزان أخر. ولا تكون إلّا من الثلاثي اللّازم وهو يكون من الثلاثي وغيره ، ومن المتعدي واللازم ، ومن جهة المعنى فإن اسم الفاعل يكون لأحد الأزمنة الثلاثة. والصفة لمجرد ثبوت الحدث ، ولا نظر فيها للحدوث ، فإذا أريد منه الثبوت جرى مجرى الصفة في العمل بدون تحويل. وإذا أريد من الصفة الحدوث غيّرت إلى اسم الفاعل ، ومن جهة العمل فيجوز تقدم معموله عليه. ومعمول الصفة لا يتقدم عليها أبدا كما أنه لا يكون إلا سببيا. أي متصلا بضمير موصوفها.