٥ ـ بعد (أو) العاطفة : إذا كانت تصلح مكانها إلّا الاستثنائيّة أو «إلى» الانتهائيّة ، نحو : اضرب المذنب أو يتوب ، أي : إلّا أن يتوب ، أو : إلى أن يتوب (١).
المبحث الثالث : في جوازم الفعل المضارع
يجزم الفعل المضارع إذا سبقته إحدى الجوازم. وهي قسمان : قسم يجزم فعلا واحدا ، وقسم يجزم فعلين.
__________________
سبب العقوبة. وواو المعية هي التي تفيد حصول ما قبلها مع ما بعدها نحو [الكامل] :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله |
|
عار عليك إذا فعلت عظيم |
والمراد بالنفي هنا هو النفي المحض ، أي ما لم يأت بعده ما يوجب تأويله بالإثبات أو ما ينتقض بإلّا نحو : ما تزال تجتهد فتتقدم أي أنت ثابت على الاجتهاد ، ونحو : ما أراك إلا تقوم فتكرمنا أي إنك تواصل القيام.
والمراد بالطلب هنا الطلب المحض الذي يؤدّى بإحدى الصّيغ السبعة الآتية :
ـ أولا : الأمر بالصيغة ، أو باللام نحو : زرني فأكرمك وليوبخني الصديق فأطيعه. أما إذا كان الطلب باسم الفعل فلا ينصب الفعل معه نحو : صه فأحدّثك.
ـ ثانيا : النهي ، نحو لا تخاطر فتسلم.
ـ ثالثا : الاستفهام ، نحو : هل تسمع فأحدثك.
ـ رابعا : التمني : نحو ليت لي مالا فأتصدق به.
ـ خامسا : الترجي ، نحو : لعلك تسافر فتزورنا.
ـ سادسا : العرض : وهو الطلب بلين نحو : ألا تزورنا فنكرمك.
ـ سابعا : التحضيض : وهو الطلب بشدة نحو : هلا تدرس فتستفيد.
(١) إنّ تقدير إلا أو إلى مكان «أو» هو تقدير يلاحظ فيه المعنى. فتكون أو ، وحتى ، بمعنى إلى إذا كان ما قبلها ينقضي شيئا فشيئا. وبمعنى إلّا إذا كان ينقضي دفعة واحدة. وبمعنى لام التعليل إذا كان علة لما قبلها. وأما التقدير الإعرابي المرتب على اللفظ فهو أن يقدر قبل «أو» مصدر يعطف عليه المصدر المسبوك بعدها من أن المضمرة والفعل المنصوب بها ، لئلا يلزم عطف الاسم على الفعل ، فيكون المعنى :
ليكن ضرب منك للمذنب أو توبة منه ومثل هذا يجري أيضا مع الفاء السببية وواو المعية في ما تقدم ذكره.
ولا تضمر (أن) ناصبة في غير هذه المواضع إلا شذوذا ، كقولهم : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه أو لضرورة الشعر ، ونحو ذلك.