وكلزوم «منذ ، وحيث ، الضمّ».
وكلزوم «أين ، وكيف ، الفتح».
والبناء في الحروف والأفعال أصليّ : وإعراب المضارع الّذي لم تتّصل به نونا التّوكيد ولا نون النّسوة عارض.
والإعراب في الأسماء أصليّ ، وبناء بعضها عارض.
ووجه أصالة البناء في الحروف (١) والأفعال عدم توارد المعاني المختلفة المحتاجة إلى تمييز بعضها من بعض بالإعراب كالفاعلية والمفعولية عليها.
ووجه أصالة الإعراب في الأسماء احتياجها إلى ذلك التّمييز ؛ لكن متى أشبه الاسم الحرف شبها يقرّبه منه بني مثله.
المبحث الثالث : في أنواع المشابهة الدّائرة بين الاسم والحرف
الاسم : لا يبنى إلّا إذا أشبه الحرف شبها قويا يدنيه منه وأنواع الشّبه ثلاثة :
الأول : الشّبه الوضعيّ ، وهو كون الاسم موضوعا على حرف واحد (٢) كتاء الفاعل ، في نحو : «فهمت».
__________________
(١) الحروف كلّها مبنية لأنّه لا يعتورها من المعاني ما نحتاج معه إلى إعراب وبناؤها يكون على الفتح ، كثمّ وإنّ ، ولعلّ ، وليت.
ويكون على الضمّ ، كمنذ.
وعلى الكسر كجير «بمعنى نعم» واللّام والباء في نحو : الزعامة لسعد ، والوطن بسعد ، ويكون على السكون ، كمن ، وعن ، وهل.
واعلم أنّ المبنيات تنحصر في أنواع الحروف وكذا في أنواع الأفعال الماضي والأمر بلا شرط ، وأمّا المضارع فبشرط اتصاله بإحدى نوني التوكيد أو نون النسوة ، وكذا في الأسماء المشبهة للحرف وهي غير المتمكنة في الاسمية بسبب تحقق نوع من أنواع المشابهة للحرف فيه ، بحيث يكون ذلك التحقق مانعا معنويا للاسم من الإعراب سواء أكان ذلك التحقق لازما أو عارضا ، كما سيأتي بيانه.
(٢) لأن أصل وضع الاسم يكون على ثلاثة أحرف إلى سبعة ، فما جاء من الأسماء ناقصا عن ثلاثة أحرف ، يكون لسبب من الأسباب.