وتسمّى هذه الأفعال «بالأمثلة الخمسة» وهي كلّ فعل مضارع اتّصل به ألف الاثنين ، أو واو الجماعة (١) أو ياء المخاطبة ، نحو : ينصران ، وتنصران ، وينصرون ، وتنصرون ، وتنصرين.
المبحث العاشر : في الفعل المضارع المعتلّ الآخر (٢)
الفعل المضارع المعتلّ الآخر هو : ما آخره الف ، كيسعى ، أو واو كيسمو ، أو ياء كيرتقي. وكلّها تجزم بحذف حرف العلّة.
__________________
(١) وأما قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ) فالواو لام الكلمة ، وليست ضمير الجماعة والنون نون النسوة ، والفعل في الآية مبنيّ على السكون لاتصاله بنون النّسوة التي هي فاعل ، مثل يرضعن (ووزنه يفعلن) بخلاف ، نحو : الرجال يعفون : فالواو ضمير الجماعة ، ولام الفعل محذوفة. والنون علامة الرفع. فهو مرفوع بثبوت النون : والواو فاعل (ووزنه يفعون).
(٢) الفعل المعتلّ هو : ما كان أحد أصوله حرفا من حروف العلة الثلاثة التي هي : الألف ، والواو ، والياء ، وهو خمسة أقسام :
الأول «مثال» وهو : ما كانت فاؤه حرف علّة ، نحو : وعد ـ ويسر ـ ويبس.
الثاني «أجوف» وهو : ما كانت عينه حرف علة ، نحو : قام ـ وعور ـ وغيد.
الثالث «ناقص» وهو : ما كانت لامه حرف علة ، نحو : عفى ـ وسرو ـ ورضي.
الرابع «لفيف مفروق» وهو : ما كانت فاؤه ولامه حرفي علة ، نحو : وقى ـ وولى.
الخامس «لفيف مقرون» وهو : ما كانت عينه ولامه حرفي علة ، نحو : طوى ـ وقوي ـ وحيي.
والفعل الصحيح هو : ما خلت أصوله من حروف العلة ، وأنواعه ثلاثة :
الأول : سالم وهو : ما خلا من الهمزة والتضعيف ، نحو : نصر ، ودحرج.
الثاني : مهموز ، وهو ما كان أحد أصوله همزة ، نحو : أنس ، وسأل ، وقرأ ويكون المهموز معتلا أيضا ، نحو : أتى ، ورأى ، وشاء.
الثالث : مضعّف ، وهو قسمان : مضعّف ثلاثي وهو : ما كانت عينه تماثل لامه نحو : مدّ ، شدّ ، ودّ ... ومضعّف رباعي وهو : ما كانت فاؤه ولامه الأولى من جنس ، وعينه ولامه الثانية من جنس ، نحو : زلزل ووسوس. واعلم أنّ حرف العلة يسمّى مدّا إذا سكن بعد حركة تجانسه ، ولينا إذا سكن مطلقا ، نحو : قال يقول قولا ، وباع يبيع بيعا.
وعلى هذا فالألف دائما حرف مدّ ولين ، بخلاف الواو والياء ، وكل حرف مدّ يسمى لينا ولا عكس.