(بالعائد) ولا يكون لها محلّ من الإعراب. وتقع الصلة جملة (فعليّة (١) ، أو اسميّة) نحو : لا تقل ما يذري بك ، والصّبر حيلة من لا حيلة له.
وتقع أيضا الصّلة شبه جملة (وهو الظّرف المكاني ، والجار والمجرور) التامّان (٢) ، نحو : عرفت الّذي عندك ، وقرأت ما في الكتاب.
والصّلة مع الموصول كالكلمة الواحدة. فلا يتبع الموصول ولا يخبر عنه. ولا يستثنى منه قبل استيفائه الصّلة الّتي لا تتقدّم هي ولا شيء منها عليه ، كما لا يتقدّم الجزء الثاني من الكلمة على الأوّل ولا يفصل بينهما إلّا بالقسم ، أو النّداء ، أو الجملة الاعتراضيّة ، نحو : هذا الّذي ، والله ، أو يا أخي ، أو هداك الله ، يقوم بالأمر.
ولا يجوز حذف شيء من صلة ، أو موصول ، إلّا ما علم منهما ، نحو : أمن يجتهد ويكسل سواء؟ أي ومن يكسل.
عائد الموصول
العائد : هو الضّمير الّذي يربط الصّلة بالموصول ، ويعود منها إليه لتحصل الفائدة ، بشرط أن يكون ضمير غيبة (٣) مطابقا لفظا ومعنى للموصول (في الإفراد والتّثنية والجمع ؛ والتّذكير والتّأنيث).
فتقول : جاء الّذي أكرمته ، والّتي أكرمتها ، واللّذان أكرمتهما والذين أكرمتهم ، واللّواتي أكرمتهنّ.
هذا في الموصول المختص ممّا يطابق لفظه معناه.
وأمّا الضمير العائد إلى (الموصول المشترك) (كمن وما) إذا قصد بهما غير
__________________
(١) وذلك في غير (أل) الموصول التي يجب أن تكون صلتها صفة صريحة (خالصة للوصفية) ، وقد توصل (أل) بالفعل المضارع نادرا كقوله [البسيط] :
ما أنت بالحكم الترضى حكومته
(٢) فإن لم يكونا تامين لم يصلح وقوعهما صلة. فلا يقال : جاء الذي اليوم ، ورأيت ما عنك ؛ لأن المراد بالصلة تكميل الموصول ، والناقص في نفسه لا يكمّل غيره.
(٣) إنما كان ضمير غيبة ليطابق الموصول لأنّه اسم ظاهر. والظواهر كلها من قبيل الغيبة ، غير أنه قد يعدل عنه إلى الحاضر إذا كان الموصول خبرا عن ضمير قبله لمتكلم أو مخاطب ، حملا على المعنى ، نحو : أنا الذي علمتك ، وأنت الذي حفظت.