قال تعالى حكاية عن عيسى عليهالسلام : (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ ، وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) [الصف ٦١ / ٦].
٣ ، ٤ ـ إنه يأمر بالمعروف : وهو ما تعرفه العقول الرشيدة وتألفه الطباع السليمة ، وقد ورد به الشرع ، وهو ينهاهم عن المنكر : وهو ما تنكره النفوس الصافية. فهو عليه الصلاة والسلام لا يأمر إلا بالخير ، ولا ينهى إلا عن الشر ، كما قال عبد الله بن مسعود : إذا سمعت الله يقولها : يا أيها الذين آمنوا ، فأرعها سمعك ، فإنه خير تؤمر به ، أو شر تنهى عنه.
ومن أهم ما أمر الله به : عبادة الله وحده لا شريك له ؛ ومن أهم ما نهى عنه : عبادة ما سواه ، كما أرسل به جميع الرسل قبله ، كما قال تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ ، وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل ١٦ / ٣٦].
٥ ، ٦ ـ وإنه يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث : أي يحل لهم ما تستطيبه الأنفس من الأطعمة : (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) [البقرة ٢ / ٥٧ ، ١٧٢ ، والأعراف ٧ / ١٦٠ ، وطه ٢٠ / ٨١] ويحل لهم ما كانوا حرموه على أنفسهم من البحائر والسوائب والوصائل والحام ونحو ذلك مما كانوا ضيقوا به على أنفسهم ، ويحرم عليهم ما تأباه النفوس ، كالميتة والخنزير والدم المسفوح ، وما يؤخذ من الأموال بغير حق كالربا والرّشوة والغصب والخيانة. قال ابن عباس : الخبائث كلحم الخنزير والربا وما كانوا يستحلونه من المحرمات من المآكل التي حرمها الله تعالى. قال بعض العلماء : فكل ما أحل الله تعالى من المآكل ، فهو طيب نافع في البدن والدين ، وكل ما حرمه فهو خبيث ضار في البدن والدين.
٧ ـ وإنه يضع عنهم الإصر والأغلال : أي يرفع عنهم التكاليف الشاقة ، كالقصاص في القتل ، العمد أو الخطأ ، من غير شرع الدية ، وقتل النفس عند التوبة ، أي التقاتل وإهدار الدماء ، وقطع الأعضاء المذنبة ، وقرض موضع