وللجهاد ثمرة يانعة عظيمة ، فهو يحقق إحدى الحسنيين : إما النصر ، وما الشهادة في سبيل الله ، وفي ذلك من الخير العظيم مالا يوصف ، سواء في الدنيا بإعلاء كلمة الله وإعزاز المسلمين ، وفي الآخرة بالقرار في نعيمها والاستمتاع بخلود الجنة ، ولا يقدّر هذا إلا المؤمن الصادق الإيمان ، الذي يؤمن بأن القيامة حق ، وبأن الثواب والعقاب فيها حق وصدق.
فما يستفاد بالجهاد من نعيم الآخرة خير وأعظم مما يستفيده القاعد عنه من الراحة والدعة والتنعم بهما ، ولا تدرك هذه الخيرات إلا بالتأمل ، ولا يعرفها إلا المؤمن بالآخرة ، لذا قال الله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
تخلف المنافقين عن غزوة تبوك وقضية الإذن لهم
(لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (٤٢) عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ (٤٣) لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (٤٤) إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (٤٥))
الإعراب :
(بِاللهِ) متعلق ب (سَيَحْلِفُونَ) أو هو من جملة كلامهم ، والقول مراد في الوجهين ، أي سيحلفون ، يعني المتخلفين ، عند رجوعك من غزوة تبوك ، معتذرين يقولون: (بِاللهِ).