المفردات اللغوية :
(سُورَةٌ) طائفة من القرآن. (أَنْ) أي بأن. (أُولُوا الطَّوْلِ) أولو الغنى والثروة ، والمقدرة على الجهاد. (ذَرْنا) اتركنا ودعنا. (الْقاعِدِينَ) المتخلفين.
(الْخَوالِفِ) جمع خالفة ، أي النساء اللاتي تخلفن في البيوت. (وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ) ختم عليها ، فلم تعد قابلة لشيء جديد. (لا يَفْقَهُونَ) لا يعقلون الخير. (وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ) في الدنيا والآخرة. (الْمُفْلِحُونَ) الفائزون.
المناسبة :
بعد أن بين الله تعالى أن المنافقين احتالوا في التخلف عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والقعود عن الجهاد ، أوضح أمرا آخر : وهو أنه متى نزلت آية مشتملة على الأمر بالإيمان وعلى الأمر بالجهاد ، استأذن أولو الثروة والقدرة منهم في التخلف عن الجهاد ، وقالوا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ) ، أي مع الضعفاء والعاجزين عن القتال.
التفسير والبيان :
يذم الله تعالى في هذه الآيات فريقا ويمدح فريقا آخر ، فيذم المتخلفين عن الجهاد ، مع القدرة عليه ، ووجود الثروة والغنى (أو السعة والطول) واستأذنوا الرسول في القعود.
فكلما أنزلت سورة ـ والمراد بالسورة إما تمامها وإما بعضها ، كما يقع القرآن والكتاب على كله وبعضه ـ فيها الأمر بالإيمان والدعوة إلى الجهاد مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، استأذنك أولو الطول ، أي ذوو الفضل والسعة ، وأولو المقدرة على الجهاد بالمال والنفس ، في التخلف قائلين : اتركنا مع القاعدين في بيوتهم من النساء والصبيان والعجزة والضعفاء ، وقوله تعالى : (أَنْ آمِنُوا) الأمر للمؤمنين باستدامة الإيمان ، وللمنافقين بابتداء الإيمان. ونظير الآية قوله تعالى :