ما يظهر ، وأرادوا به أنه كلام مزخرف حسن الظاهر ، ولكنه باطل في الحقيقة ، ولا حاصل له ، أو ذكروه في معرض المدح ، وأرادوا به أنه لكمال فصاحته وتعذر مثله ، جار مجرى السحر.
الله خالق السموات والأرض وعلى الخلق عبادته
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣))
المفردات اللغوية :
(خَلَقَ) الخلق : التقدير والإيجاد (فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) أي في قدر أيام الدنيا ؛ لأنه لم يكن ثمّ شمس ولا قمر ، ولو شاء لخلقهن في لحظة ، ولكنه عدل عن ذلك لتعليم خلقه التثبت. واليوم لغة : الوقت الذي يحده حدث يحدث فيه. (الْعَرْشِ) مركز تدبير المخلوقات ، ولا نعلم حقيقته ، والاستواء على العرش شيء يليق به تعالى (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) بين الخلائق ، والتدبير : النظر في عواقب الأمر لإيقاعها على النحو المناسب محمودة العاقبة (شَفِيعٍ) يشفع لأحد (إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) رد لقولهم إن الأصنام تشفع لهم (ذلِكُمُ) الخالق المدبر (فَاعْبُدُوهُ) وحده.
المناسبة :
بعد أن حكى الله تعالى عن الكفار أنهم تعجبوا من الوحي والبعثة والرسالة ، ورد عليهم تعجبهم بأنه من الممكن الإيحاء إلى رجل يبشر على الأعمال الصالحة بالثواب ، وعلى الأعمال الفاسدة بالعقاب ، ذكر تعالى أمرين :
الأول هنا : إثبات أن لهذا العالم إلها قادرا نافذ الحكم بالأمر والنهي.
والثاني في الآية التالية : إثبات الحشر والنشر والبعث والقيامة ، ليحصل الثواب والعقاب اللذان أخبر بهما الأنبياء.