٢ ـ للمؤمنين المحقين العاملين الأعمال الصالحة جنات النعيم ، تجري من تحتهم أي من تحت بساتينهم أو أسرّتهم الأنهار ، يمجدون فيها الله تعالى بقولهم : (سُبْحانَكَ اللهُمَ) ويحمدون ربهم بقولهم : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) والفرحة تغمرهم ، والبهجة تملأ قلوبهم ، والسعادة ترفرف بأجنحتها عليهم ، تحية الله لهم ، أو تحية الملك أو تحيتهم لبعضهم : سلام.
٣ ـ التسبيح والحمد والتهليل قد يسمّى دعاء ، روى مسلم والبخاري عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقول عند الكرب : «لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله ربّ السموات وربّ الأرض ورب العرش الكريم» قال الطبري : كان السلف يدعون بهذا الدعاء ، ويسمّونه دعاء الكرب. وهذا الدعاء الصادر من أهل الجنة ليس بعبادة إذ لا تكليف في الجنة ، إنما يلهمون به ، فينطقون به تلذذا بلا كلفة.
٤ ـ من السنة لمن بدأ بالأكل أو الشرب أن يسمّي الله عند أكله وشربه ، ويحمده عند فراغه ، اقتداء بأهل الجنة.
ورد في صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة ، فيحمده عليها ، أو يشرب الشّربة ، فيحمده عليها».
٥ ـ يستحب للداعي أن يقول في آخر دعائه ، كما قال أهل الجنة : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
٦ ـ الإيمان والعمل الصالح طريق الإنسان إلى الجنة. والله يهدي أي يسدد ويرشد بسبب الإيمان إلى طريق الاستقامة المؤدي إلى الثواب على الأعمال.
ويجوز أن يريد الله تعالى بقوله : (يَهْدِيهِمْ) أي في الآخرة بنور إيمانهم إلى طريق الجنة ، كقوله تعالى : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) [الحديد ٥٧ / ١٢] ومنه الحديث : «إن المؤمن إذا خرج من