عادة الكفار المكر واللجاج والعناد وعدم الإنصاف
(وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ (٢١) هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٢٢) فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٣))
الإعراب :
(إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ بَغْيُكُمْ) : مبتدأ ، و (عَلى أَنْفُسِكُمْ) : خبره.
(مَتاعَ الْحَياةِ) منصوب إما بفعل مقدر ، تقديره : تبتغون متاع الحياة الدنيا ، أو على المصدر المؤكد بفعل مقدر تقديره : تمتعوا متاع الحياة الدنيا. ويقرأ بالرفع خبرا بعد خبر لبغيكم ، أو خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو متاع الحياة الدنيا. ويقرأ بالجر على غير المشهور على البدل من الكاف والميم في (أَنْفُسِكُمْ) وتقديره : إنما بغيكم على متاع الحياة الدنيا.
(جاءَتْها) جواب (إِذا).
(دَعَوُا اللهَ ...) بدل من : (ظَنُّوا) بدل اشتمال ؛ لأن دعاءهم من لوازم ظنهم.
(لَئِنْ أَنْجَيْتَنا ..) على إرادة القول ، أو مفعول : دعوا ؛ لأنه من جملة القول. ولام (لَئِنْ) : لام القسم.
البلاغة :
(أَسْرَعُ مَكْراً) المكر : إخفاء الكيد ، وهو من الله تعالى إما الاستدراج أو الجزاء على المكر ، وتسمية عقوبة الله مكرا من باب «المشاكلة».