انقسام المشركين إلى فريقين حول الإيمان بالقرآن والنبي
(وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (٤٠) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٤١) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ (٤٢) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ (٤٣) إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٤))
الإعراب :
(مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) حملا على معنى (مَنْ) لأن معناها الجمع.
(مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ) ينظر حملا على لفظ (مَنْ) لأن لفظها مفرد.
(وَلكِنَّ النَّاسَ) ذهب جماعة من النحويين إلى أن الاختيار في (لكِنَ) إذا جاءت معها الواو أن تكون مشدّدة ، وإذا جاءت بغير واو أن تكون مخففة ، قال الفراء : لأنها إذا كانت بغير واو أشبهت «بل» فخففت لتكون مثلها في الاستدراك ، وإذا جاءت بالواو خالفت فشدّدت ، فمن شددها ، كان ما بعدها منصوبا لأنه اسمها ، ومن خففها رفع ما بعدها على الابتداء ، وما بعده الخبر (أَنْفُسَهُمْ) مفعول به مقدم.
البلاغة :
(مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ...) و (مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ) بينهما طباق السلب.
(الصُّمَّ .. الْعُمْيَ) مجاز عن الكافرين ، شبههم بالصم والعمي لإعراضهم عن الحق والهدى.
المفردات اللغوية :
(وَمِنْهُمْ) ومن المكذبين أهل مكة (مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ) يصدق به في نفسه ويعلم أنه حق