البلاغة :
(لَيَؤُسٌ كَفُورٌ) من صيغ المبالغة ، أي شديد اليأس ، كثير الكفران.
(نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ) بينهما طباق.
المفردات اللغوية :
(إِلى أُمَّةٍ) المراد : إلى أجل معلوم ، أي إلى مجيء أوقات أمة. والأمة في الأصل : الجماعة من جنس واحد ، مثل : (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ) [القصص ٢٨ / ٢٣] ، وقد تطلق على الدين والملة ، كما في قوله تعالى : (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ) [الزخرف ٤٣ / ٢٢] وقد تطلق على الرجل الجامع للخير الذي يقتدى به ، كما في قوله تعالى : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً) [النحل ١٦ / ١٢٠] وقد تطلق على الزمن ، كما في قوله تعالى : (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ) [يوسف ١٢ / ٤٥] وكما هنا. وأما أمة الأتباع فهم المصدقون للرسل ، كما قال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [آل عمران ٣ / ١١٠]. وفي الصحيح : «فأقول : أمتي أمتي».
(لَيَقُولُنَ) استهزاء (ما يَحْبِسُهُ) ما يمنعه من النزول (مَصْرُوفاً) مدفوعا (وَحاقَ) نزل بهم العذاب (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ) المراد بالإذاقة هنا : الإعطاء القليل. والمراد بالإنسان هنا : الكافر أو مطلق الإنسان (رَحْمَةً) غنى وصحة (نَزَعْناها) سلبناها إياه (لَيَؤُسٌ) شديد اليأس من عود تلك النعمة ، قنوط من رحمة الله (كَفُورٌ) شديد الكفر به.
(نَعْماءَ) هي النعمة والنّعمى : وهي الخير والمنفعة من صحة وغنى ، ويقابلها : الضراء والضّر : وهو الألم من فقر وشدة (السَّيِّئاتُ) المصائب (لَفَرِحٌ) بطر مغتّر بالنعمة (فَخُورٌ) متعاظم على الناس بسبب النعم (صَبَرُوا) على الضراء إيمانا بالله تعالى واستسلاما لقضائه (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) في النعماء (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) هو الجنة.
المناسبة :
بعد أن حكى الله تعالى عن الكفار أنهم يكذبون الرسول صلىاللهعليهوسلم بقولهم : (إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) حكى عنهم في الآية الأولى : (وَلَئِنْ أَخَّرْنا) نوعا آخر من أباطيلهم ، وهو أنه متى تأخر عنهم العذاب الذي توعدهم به الرسول صلىاللهعليهوسلم ، أخذوا في الاستهزاء ، وقالوا : ما سبب حبسه عنا؟