البلاغة :
يوجد طباق في (تَغِيضُ) و (تَزْدادُ) وفي (الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) وفي (أَسَرَّ) و (جَهَرَ) وفي (بِاللَّيْلِ) و (بِالنَّهارِ) وفي (مُسْتَخْفٍ) و (سارِبٌ) أي ظاهر.
المفردات اللغوية
(ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى) أي حملها أو ما تحمله من كون الجنين ذكرا أو أنثى ، واحدا أو متعددا ، وصفات كل ، وغير ذلك (تَغِيضُ) تنقص من زمن أو جسم. (وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ) أي وما تنقصه وما تزداده من الجثة والمدة والعدد. (بِمِقْدارٍ) بقدر واحد لا يتجاوزه ولا ينقص عنه ، كقوله تعالى : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) [القمر ٥٤ / ٤٩] فإنه تعالى خص كل حادث بوقت وحال معينين ، وهيأ له أسبابا مسوقة إليه ، تقتضي ذلك.
(عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) ما غاب ، وما حضر أو شوهد. والغائب : ما غاب عن الحس ، والشّاهد : الحاضر المشاهد. (الْكَبِيرُ) العظيم الشّأن. (الْمُتَعالِ) المستعلي على كل شيء بالقهر أو بقدرته. (سَواءٌ مِنْكُمْ) أي في علمه تعالى. (مُسْتَخْفٍ) مستتر. (بِاللَّيْلِ) بظلامه. (وَسارِبٌ) ظاهر بارز بالنهار ، بذهابه في سربه أي طريقه.
(لَهُ مُعَقِّباتٌ) له ملائكة تعتقب في حفظه ورعايته ، أو تتعاقب على كتابة أقو اله وأفعاله ، جمع معقّبة ، من عقّبه : جاء عقبه ، والتاء للمبالغة ، لا للتأنيث ، والمراد : ملائكة يتعاقبون على الإنسان بالليل والنّهار. (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) قدامه. (وَمِنْ خَلْفِهِ) ورائه أي من جوانبه. (مِنْ أَمْرِ اللهِ) أي بأمره وإعانته ، أو يحفظونه من بأس الله متى أذنب بالاستمهال أو الاستغفار له ، أو يحفظونه من المضار. (لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ) من العافية والنّعمة أي لا يسلبهم نعمته. (حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) من الأحوال الجميلة بالأحوال القبيحة والمعاصي. (سَواءٌ) عذابا. (فَلا مَرَدَّ لَهُ) من المعقبات ولا غيرها. (وَما لَهُمْ) لمن أراد الله بهم سوءا. (مِنْ دُونِهِ) أي غير الله. (مِنْ والٍ) ناصر يمنعه عنهم ، و (مِنْ) : زائدة ، وهذا دليل على أن خلاف مراده محال.
المناسبة :
بعد أن حكى الله سبحانه إنكار المشركين للبعث واستبعادهم له ، أورد الأدلة على قدرته على ذلك بعلمه المحيط بكل شيء ، فهو يعلم ما في الأجنّة التي في البطون ، ويعلم الغائب عنا والمشاهد لنا ، ويعلم السّر وأخفى ، ويعلم جميع أجزاء الإنسان