السّرق أخذ من وجد في رحله. وقوله : (مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ) جملة هي في موضع خبر المبتدأ ، أي فالاستعباد جزاء السّرق ، وفاء : (فَهُوَ) متضمنة معنى الشرط أو جواب له على أن (مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ) شرطية ، والجملة الشرطية كما هي : خبر المبتدأ الاول : (جَزاؤُهُ) على إقامة الظاهر فيها مقام الضمير ، كأنه قيل : جزاؤه من وجد في رحله ، فهو هو ، إلا أنه أقام الظاهر مقام المضمر للتأكيد والمبالغة في البيان.
(فَهُوَ جَزاؤُهُ) مبتدأ وخبر ، والجملة خبر المبتدأ (مَنْ وُجِدَ) الذي هو الاسم الموصول.
البلاغة :
(وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ) فيه جناس الاشتقاق. (أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ) فيه أيضا جناس الاشتقاق.
المفردات اللغوية :
(آوى إِلَيْهِ أَخاهُ) ضم إليه بنيامين على الطعام أو في المنزل. (فَلا تَبْتَئِسْ) تحزن. (بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) من الحسد لنا ، وأمره ألا يخبرهم ، وتواطأ معه على أنه سيحتال على أن يبقيه عنده. (جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ) أعد لهم الطعام بسرعة. (السِّقايَةَ) في الأصل : المشربة أو وعاء يسقى به ، والمراد به هنا المكيال الذي كان يكال به الطعام للناس ، وهو صواع الملك ، فهو كان مشربة ، ثم جعل صاعا يكال به ، ويقدر بكيلة مصرية ١٢ / ١ من الإردب المصري ، والإردب ١٩٨ لترا ، أو ١٥٦ كغ. قيل : كان من فضة ، وقيل : كان من ذهب. (فِي رَحْلِ أَخِيهِ) بنيامين. (أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ) نادى مناد ، أو أعلم وأخبر ، وهو يفيد الكثرة والتكرار. (أَيَّتُهَا الْعِيرُ) القافلة أو الجمال التي تحمل الطعام ، والمراد أصحابها. (ما ذا تَفْقِدُونَ) أيّ شيء ضاع منكم ، والفقد : غيبة الشيء عن الحس بحيث لا يعرف مكانه.
(صُواعَ الْمَلِكِ) صاعه أو مكياله. (حِمْلُ بَعِيرٍ) من الطعام جعلا له. (وَأَنَا بِهِ) بالحمل. (زَعِيمٌ) كفيل وضامن ، أؤديه إلى من ردّه.
(تَاللهِ) قسم فيه معنى التعجب. (لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ ..) استشهدوا بعلمهم على براءة أنفسهم ، لما عرفوا منهم في كرتي مجيئهم ، مما يدل على فرط أمانتهم ، مثل ردّ البضاعة التي جعلت في رحالهم.
(قالُوا : فَما جَزاؤُهُ) أي قال المؤذن وأصحابه ، فما جزاء السارق. (إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ) في قولكم : ما كنا سارقين ، ووجد فيكم. (قالُوا : جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ) أي عقوبة السارق استعباد أو استرقاق من وجد في رحله. (فَهُوَ جَزاؤُهُ) تأكيد لما سبق أي فأخذ السارق جزاء