وختم ما ذكر بأن الله سبحانه يجزي الصابرين على الإسلام والطاعات ومنها الوفاء بالعهد ، وعن المعاصي ، أجرهم على الطاعات ، ويتجاوز عن السّيئات ، وهذا هو المراد من الجزاء على أحسن أعمالهم.
كلّ هذه الأوامر والنّواهي والمؤكّدات والوعود والمواعيد والتّهديدات والجزاءات من أجل الحفاظ على المعاهدات والعهود والمواثيق ، وعدم الإخلال بأحكامها وشروطها ومشتملاتها.
أجمع آية للرجال والنساء في الترغيب بالعمل الصالح
(مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧))
الإعراب :
قال : (فَلَنُحْيِيَنَّهُ) ثم قال : (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ) لأن (مَنْ) يصلح للواحد والجمع ، فأعاد مرة على اللفظ ومرة على المعنى.
المفردات اللغوية :
(مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) بيّن النوعين دفعا للتخصيص. (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) قيد في قبول العمل ؛ إذ لا اعتداد بأعمال الكفرة في استحقاق الثواب ، وإنما يتوقع عليها تخفيف العقاب. (حَياةً طَيِّبَةً) في الدنيا : يعيش عيشا طيبا لا قلق فيه ولا ضجر ، فهو إن كان موسرا لم يصرفه الحرص والطمع عن واجبات الدين ، وإن كان معسرا طيّب عيشه بالقناعة والرضا بالقسمة والرزق الحلال. وقيل : ذلك في الآخرة وهي حياة الجنة. (ما كانُوا يَعْمَلُونَ) من الطاعة.
المناسبة :
هذه الآية ترغيب للرجل والمرأة في أداء الطاعات والفرائض الدينية ، فبعد